بحث الرواحي يسهم في رفع إنتاجية وتحسين جودة محصول الخيار بالسلطنة

عماني يبتكر تقنية متطورة لتبريد المحلول المغذي لنظام الزراعة بدون تربة

...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

  • "البحوث الزراعية والحيوانية" تنمي قدرات الباحثين للنهوض بالقطاع الزراعي والحيواني
  • تطبيق التقنيات الحديثة في مختلف المجالات الزراعية يعزز الأمن الغذائي

 

 

مسقط – الرؤية

 

تبذل المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بوزارة الزراعة والثروة السمكية جهودا بحثية رائدة في مجال إعداد الأبحاث والدراسات لمواكبة أحدث التطورات في مجال الزراعة وتربية الحيوانات وتنمية قدرات المختصين والباحثين للنهوض بالقطاع الزراعي والحيواني في السلطنة وفق أسس علمية سليمة. ومن البحوث الزراعية التي استفاد منها المزارعون العمانيون "نظام الزراعة بدون تربة" الذي قدمه الدكتور مؤثر بن صالح الرواحي رئيس قسم بحوث الخضر بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية، متضمناً ابتكار تقنية حديثة لتبريد المحلول المغذي لنظام الزراعة بدون تربة.

وعن الهدف من الدراسة، قال الدكتور مؤثر الرواحي: إنها تهدف إلى رفع إنتاجية وجودة محصول الخيار من خلال تحسين درجة حرارة منطقة الجذور وتحسين امتصاص العناصر الغذائية وزيادة النمو والتطور لنباتات الخيار خلال فترة زراعة المحصول في السلطنة. وتم تنفيذ الدراسة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بالرميس وكانت النباتات مزروعة في وسط زراعي "البرلايت" في ثلاث معاملات لدرجات التبريد في منطقة جذور النباتات إلى جانب الشاهد وهي 22درجة مئوية، 25 درجة مئوية و 28 درجة مئوية والشاهد غير المبرد 33 درجة مئوية.

 وأوضح الرواحي أن نتائج الدراسة أشارت إلى تفوق أداء النباتات لمحصول الخيار عند درجات الحرارة 22 درجة مئوية و25 درجة لمنطقة الجذور، حيث لوحظ زيادة طول النبات وعدد أوراقه ومحتوى الكلوروفيل ومساحة الورقة وعدد الثمار للمتر المربع، وإجمالي إنتاجية البيت، وأكد أن عملية تبريد منطقة الجذور تؤثر إيجابياً على النباتات حيث زادت من مقدرتها على امتصاص جميع العناصر الغذائية في كل من الأوراق الثمار السيقان والجذور مقارنة بالشاهد لثلاث فترات زراعية.

 

وأضاف الرواحي أن تبريد المحلول المغذي أعطى تأثيرا إيجابيا لمستوى الأكسجين الذائب في المحلول المغذي الأصل والمحلول المغذي الراجع (الصرف) لجميع فترات الزراعة الثلاث (الصيف والخريف والربيع)، ولوحظ وجود فروقات عالية بين المعاملات في استهلاك الأكسجين من قبل جذور نباتات الخيار في جميع فترات الزراعة الثلاث حيث تم تسجيل أعلى مستويات استهلاك الأكسجين الذائب في النباتات ذات درجات الحرارة الأقل لمحلول المغذي في منطقة الجذور (22، 25 ،28) درجة مئوية مقارنة بالشاهد لجميع فترات الزراعة خلال سنتين، كما تأثرت جميع خصائص النمو والإنتاج والجودة إيجابيا وبدرجة كبيرة بدرجات حرارة المحلول المغذي في منطقة الجذور لمحصول الخيار مع زيادة مستوى الأكسجين الذائب في المحلول المغذي. لذا كشفت نتائج الدراسة أنَّ تبريد درجة حرارة منطقة الجذر يسهم بشكل فعال في رفع إنتاجية محصول الخيار خلال فترات درجات الحرارة المرتفعة في الصيف (يونيو- سبتمبر) في السلطنة.

وتضمنت نتائج الدراسة أن تبريد درجة حرارة منطقة الجذر توفر التهوية المثلى (مستويات الأكسجين) في المحلول المغذي وتسهم بشكل فعال في رفع إنتاجية محصول الخيار خلال فترات درجات الحرارة المرتفعة في الصيف (يونيو-سبتمبر) في عمان. وكانت أعلى إنتاجية عند درجات الحرارة 22 و25 درجة مئوية لمنطقة الجذور حيث تراوحت مابين 5.0-6.0 طن/للبيت المحمي بالمقارنة مع الشاهد 33 درجة مئوية (غير المبرد) حيث أعطى أقل انتاجية ترواحت بين 2.8-3.0 طن/للبيت خلال فترة الصيف (يونيو - أغسطس) لمدة سنتين وتراوحت الإنتاجية خلال فترة الخريف (سبتمبر- نوفمبر) بين 6.4-8.7 طن/للبيت وبين 7.6-8.5 طن/للبيت خلال فترة الربيع (فبراير - مايو) لدرجات الحرارة 22 و 25 درجة مئوية لمنطقة الجذور مقارنة مع الشاهد 33 درجة مئوية (غير المبرد) حيث أعطى أقل إنتاجية لمدة سنتين من التجارب.

وعن الأمراض التي تؤثر على الخيار في أنظمة الزراعة المائية خاصة خلال فصل الصيف، قال الرواحي:  لا تزال المشكلة قائمة والعديد من المزارعين الذين لديهم نظام مائي يعانون من ذلك على الرغم من أن العديد من التدابير قد استخدمت للقضاء على هذه المشكلة، وكان أحد الحلول تبريد درجة حرارة منطقة الجذور للقضاء على الأمراض الفطرية لمحصول الخيار، مؤكدا أن تبريد المحلول المغذي وما يصاحبه من تبريد لمنطقة الجذور يؤثر بشكل إيجابي في الحد من الأمراض الفطرية التي تصاب بها جذور نباتات الخيار أثناء فترة الصيف حيث لوحظ أن النباتات المروية بالمحلول المغذي المبرد بدرجات حرارة 22 و25 درجة مئوية لم تظهر بها إصابات فطرية تذكر مقارنة بدرجة الحرارة 28 درجة مئوية والشاهد 33 درجة مئوية وبالتالي يتضح أن تبريد المحلول المغذي خلال ارتفاع درجات الحرارة عامل مهم في الحد من الإصابات الفطرية المحصول الخيار.

وعن مكونات نظام التبريد للمحلول المغذي قال الرواحي: يتكون من مبرد وضاغط (سعة 1.5 طن)، وجهاز التحكم في درجة الحرارة وأجهزة استشعار لدرجة الحرارة الرقمية. وتم تصميم ملف التبريد باستخدام أنابيب نحاسية مطلية بطلاء كهربائي أبيض لمنع التفاعل مع محلول المغذي في خزانات التغذية، كما تم تركيب نظام تبريد في كل خزان تغذية مع درجات حرارة تتراوح بين 22 درجة مئوية إلى 28 درجة مئوية مع ثرموستات وأجهزة استشعار درجة الحرارة لضمان درجة الحرارة المناسبة.

وأشار الدكتور الرواحي إلى أن تطوير وتطبيق التقنيات الحديثة في الزراعة أمر ضروري للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي والجهود مستمرة من قبل الباحثين من أجل تطوير تقنيات الزراعة بدون تربة في السلطنة، مؤكدا أنَّ تجربة تقنية تبريد المحلول المغذي تنفذ لأول مرة في السلطنة ومنطقة الخليج حيث أعطت نتائج إيجابية وسيجري نشرها بين المزارعين، موضحاً أن درجة حرارة الماء أو المحلول المغذي هي عامل مهم يؤثر على تطور النبات في النظم المائية لذلك من الضروري دراسة متطلبات درجة الحرارة المثلى لمختلف المحاصيل التي تزرع في ظروف درجات الحرارة العالية خلال الصيف.

 

تعليق عبر الفيس بوك