يا غيمةُ انشقّي ويا أرضَنا ابلعي

 

صفية الدغيم | إسطنبول

 

زمانٌ على طعنِ الكِرامِ يُواظِبُ...

و جرحٌ على نزفِ الدماءِ يُحاسَبُ

//

وقانونُ غابٍ أبدلَ العتمَ بالسّنا

فغابت ليوثٌ واستبَدَّت أرانبُ

//

حَمامٌ ببابِ الغارِ يرقدُ عاجزاً ...

وغارٌ حزينٌ ما حَمتهُ العناكبُ

 //

تشيرُ إليكَ الريح حتى تَدلَّهُم ....

عليكَ فإن تابت أشارت كواكبُ

//

وأكثرُ من نملِ البراري عديدُهم ..

ووحدكَ ما في الغارِ عندكَ صاحبُ

//

أمامكَ سفَّاحٌ وخلفكَ غادِرٌ ..

وأنتَ على الحالين للموتِ ذاهبُ

//

تراودُكَ الدنيا ويغريكَ حُسنُها ..

وفي قلبكَ المحرومِ يُثنيكَ راهبُ

//

تراوِحُ حتى العجز ، والطينُ لازبٌ ..

فلا أنتَ مغلوبٌ ولا أنتَ غالبُ

//

تتوهُ بكَ الدنيا وكنتَ دليلَها...

وتُلقيكَ من كفٍّ لِأُخْرى النوائبُ

//

فكن يا سليلَ الحق للحقِّ طالباً ..

فما ضاعَ حقٌّ يبتغيهِ مُطالبُ

//

ويا غيمةُ انشقّي ويا أرضَنا ابلعي ..

فما عادَ عن غيثِ السماواتِ حاجبُ

 

 

تعليق عبر الفيس بوك