وحيدا

 

أبو نبراس البوصافي | مسقط

 

خذُوا منِّي كُؤُوسي والمُدامَا

وقولُوا إنْ أصيبَ فقدْ تَسامَى

خُذُوا منِّي كؤُوسَ الحُبِّ ليْلاً

أتاني الصُّبحُ أسْقاني الحِمَاما

لقدْ تابَ المَليكُ عليَّ دهْراً

أنا طفْلٌ أضَاعَ كذا وِسامَا

خذُوا الأوْراقَ تكْفُنُ لي دمُوعًا

جرَتْ في شجْوِ باقاتِ الخُزامَى

لقدْ رحلَ الأحبَّةُ عنْ ديارٍ

لها في الخافقيْنِ قِرى الهَيامى

أُنادي اللَّيْلَ يسْتُرُ ماءَ وجْهي

ومَنْ سالَ المآقي لنْ يُلامَا

غريبٌ بينَ أصْحابي وأهْلي

تَوابيتُ الحَنينِ غدَتْ حُطامَا

غريبٌ بينَ جدْرانٍ وَقفْنا

لِنرْسُمَ لوْحةَ العُشَّاقِ عَامَا

غريبٌ في دُروبٍ يانعاتٍ

 

 

نشيجُ الزَّهْرِ في دَمِها اْسْتَداما

أنا جسْمٌ هُلاميٌّ أسيرٌ

لحُبٍّ طارَ منْ عيْني وَهاما

مَواثيقٌ غدَوْنَ فُتاتَ خبْزٍ

وتنْثُرُهُ الرِّياحُ لِمَنْ أقَاما

ونيرانٌ على قلْبٍ تَربَّى

كترْبيةِ المِياهِ لِما تَنَامَى

لِمَ لا نارَ تُخْمدُ في ضُلوعٍ

غَزاها الشَّوْقُ أتْعبَها اضْطِراما

دُموعي كُفِّنتْ بثيابِ خُضْرٍ

متى يا دمْعُ أحْييْتَ الغَراما

جعلْتَ سليلَ أمْجادٍ نَهاراً

تَناوَشَهُ الرَّحيلُ كما اليَتامى

يَهيمُ على تُرابِ الأرْضِ يمْضي

بِلا وعيٍ يرُدُّ لهُ الخِطاما

قوافلُ ورْدِ أبْعثُها مراراً

لِخلٍّ لا أبوحُ لهُ الكَلامَا

وغِلْمانُ النَّخيلِ أتَتْ إليْنا

بِسَعْفٍ يكْتبُ الشِّعْرَ التَّماما

شرِبنا الوجْدَ في زمَنِ الأحاجي

فكيفَ بِنا وقدْ ذقْنا الفِطاما

أيَصْبرُ عنْ بُعادِ الحُبِّ قلْبٌ

تَيَتَّمَ بعْدَ أنْ عافُوا المَقاما

بِإِذْنِ اللهِ خيراً قدْ نُلاقي

هيَ الدُّنْيا تسوقُ لنا الأناما

وما بِالأمْسِ تذْكارٌ جميلٌ

سيبْقى لا مِساسَ بهِ دَوامَا

 

تعليق عبر الفيس بوك