"بلومبرج": إدارة ترامب تغض الطرف عن "ديكتاتورية" أردوغان

ترجمة- رنا عبدالحكيم

ذكرت وكالة بلومبرج الإخبارية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغض الطرف عن تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أدروغان، لاسيما بعد إعلان إعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول أكبر مدن تركيا، في أعقاب فوز المعارضة بالمقاعد هناك وتعرض حزب العدالة والتنمية الحاكم لخسارة مذلة.

ويعتزم حزب العدالة والتنمية المنافسة مرة أخرى في هذه الانتخابات، بعدما زعم أردوغان أن الانتخابات شابتها عمليات تزوير من قبل المعارضة التي فازت فعليا في هذه الانتخابات.

وبحسب مقال للكاتب إيلي ليك، فقد فجرت الانتخابات الجديدة غضبا عارما في البلاد؛ حيث اندلعت احتجاجات بعد إعلان إعادة الاقتراع، وبات العديد من الأتراك الذين لم ينتقدوا أردوغان من قبل (بما في ذلك العديد من المشاهير) يصطفون في جانب المعارضة حاليا. فعبد الله جول الرئيس السابق لتركيا وأحد رفاق أردوغان القدامى، عارض قرار إعادة التصويت، وذكرت بعض وسائل الإعلام التركية أن جول، إلى جانب وزير المالية السابق علي باباجان، يخططان للانفصال عن أردوغان وتشكيل حزب جديد. كما لاقى قرار إعادة الانتخابات انتقادات دولية لاذعة، وأدان العديد من وزراء الخارجية الأوروبيين الأمر.

لكن لا تزال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غائبة عن المشهد، وتعليقا على ذلك يقول إيلهان تانير مدير تحرير موقع "آهفال" الإخباري التركي، إن صمت واشنطن يجعل الأمر يبدو كما لو أنها "تريد أن يبقى أردوغان في السلطة إلى الأبد". ويضيف "هذا هو الوقت المناسب لإدارة ترامب للإدلاء ببيان قوي".

ويرجح كاتب المقال أن رد الفعل البطيء من واشنطن يبرز عدم اهتمام ترامب بذلك حاليا. فمنذ ديسمبر، عندما أعلن ترامب سحب قوات أمريكية من سوريا بعد محادثة هاتفية مع أردوغان، حرص الدبلوماسيون والجنرالات الأمريكيون على حث أردوغان على التعهد بعدم مهاجمة الأكراد السوريين، حليف الولايات المتحدة في الحرب ضد "داعش".

لكن المقال يؤكد أن أردوغان لم يقدم مثل هذا التعهد حتى الآن، في وقت تسعى فيه وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" إلى إقناع تركيا بعدم المضي قدماً في شراء منظومة الصواريخ الروسية "S-400".

وتتنامى في الوقت الحالي دعوات داخل تركيا للاعتراض على خطط أردوغان لتثبيت أركان حكمه، ولذلك يرى مقال بلومبرج أن الدعم الأمريكي للأتراك المعارضين لحزب العدالة والتنمية سيمثل خطوة إيجابية، في علاقات واشنطن وأنقرة، من شأنه أن يحافظ على المصداقية مع الحكومة التي ستأتي بعد أردوغان، بجانب أن ذلك الدعم سيمثل ضربة لأردوغان وإظهاره بأنه لم يعد حليفاً يمكن الاعتماد عليه.

وخلال سنوات حكم الرئيس السابق باراك أوباما، سمح أردوغان بأن يستخدم تنظيم داعش حدوده لفتح المجال أمام مجندين من أوروبا للانضمام لما يسمى بـ"دولة الخلافة" التي يزعمها التنظيم.

وسار أردوغان على خطى إيران فيما يتعلق بمحاولة ابتزاز الغرب، كما إنه يمزح مع روسيا بشراءه نظام دفاع جوي لا يتوافق مع نظم التسليح في حلف شمال الأطلسي "ناتو". كما يرفض عدم التوقف عن ذبح الأكراد الذين ساعدوا في هزيمة داعش في سوريا.

ويختتم كاتب المقال بالتأكيد على أن تركيا بدون أردوغان ستظل تشكل تحديا للسياسة الخارجية الأمريكية، لكن نهاية من يفاقم هذه التحديات إلى زوال، في إشارة إلى أردوغان. ويدعو الكاتب الولايات المتحدة إلى عدم التدخل في السياسة التركية، وفي المقابل يتعين عليها الاستماع إلى ما يقوله الآن ملايين المواطنين الأتراك، بمن فيهم حلفاء أردوغان السابقون، معتبرا أن في هذه حالة ستكون القيم الأمريكية متوافقة مع مصالحها.

تعليق عبر الفيس بوك