إنَّها الأوطانُ لا ظلَّ سواها

 

د. صالح الفهدي | سلطنة عمان

 

أيُّ شيءٍ يمنَـحُ الأوطانَ قَدْرَا

أعباراتٌ على الأوطانِ حرَّى؟!

//

أم نَشيــدٌ يملأُ الدُّنيا ضجيجاً؛

أرهَقَ الآذانَ تمجيـــدًا وشُكْرَا؟!

//

لا وربِّي، إنَّما عِشْــــقٌ سَخِـيٌّ

عانَقَ التُّربةَ إكــرامًا وطُهْـرَا

//

ثمَّ صلَّى بعدَ أنْ عفَّـرَ وجـهًا

بِفَمٍ مازَجَ بالأذكـارِ تِبْـــرَا

//

يحضُنُ الأرضَ،أكانتْ غيرَ أُمٍّ؟!

هوَ منها وإليـها نحــوَ أُخرى

//

يا لَهُ الإِنســانِ في غَلْواهُ لمَّــا

يتعـالَى ناشـــــرًا كِبْرًا وبَطْرَا

//

يَجْرَحُ الأرضَ ويمضي في زُهُوٍّ

تاركًا في صفحةِ الأَسفارِ ذكرى!

//

أيُّ ذكرى من جحودٍ واختيالٍ

نازعتْهُ في شريفِ المجدِ فخـرَا!

//

إنَّها الأوطانُ لا ظلَّ سواها

حينَ يُرجى الظِلُّ للأَشْرَافِ سِتْرا

//

وبها يرقى إلى العِزِّ أَنوفٌ

هو بالرِّفعةِ والإِكرامِ أَحرى

//

هانئاً، ينعَمُ في أُملودِ عيشٍ

واثباً كالطَّيرِ في الأَفنانِ حُرَّا

//

هذهِ الأوطانُ في أُفْقِ عُلاها

كوكبٌ أشرقَ بالحبِّ فأَثرى

//

أودعت في صُرَّةِ السِّرِ هواها

فأَسَلنا حبَّها في الأرضِ نهرا

//

وكتبنا قدر العشقِ علينا

في قراطيس الهوى شعراً ونثرا

//

لم يغيِّر حبها فينا خؤونٌ

عاثَ في بُستانها سِرَّاً وجهرا

//

إنَّما عشنا وفاءَ الحبِّ فيها

هكذا عهدُ الوفا للحرِّ أَمْرا

تعليق عبر الفيس بوك