"خدمة" إلكترونية جديدة لاستئجار "متظاهرين"!

ترجمة- رنا عبدالحكيم

دائما ما يواجه المحتجون قيودا قد تمنع البعض منهم من المشاركة في مظاهرات أو احتجاجات، لكن موقعا إلكترونيا جديدا أعلن عن تقديم "خدمة استئجار متظاهرين" لمواجهة مثل تلك القيود.

والآن بفضل منصة جديدة عبر الإنترنت تحمل اسم ويستاند "Wistand" فقد بات متاحا للأشخاص استئجار وكلاء للاحتجاج نيابة عنهم في أي وقت وفي أي مكان.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن هذه المنصة متاحة في فرنسا فقط في الوقت الحالي، البلد الذي شهد مؤخراً احتجاجات عدة لحركة "السترات الصفراء". لكن على الرغم من أن فكرة هذه الخدمة عبر الانترنت قد تكون مستوحاة من المحتجين المنهاضين للحكومة في فرنسا، لكنها ليست تابعة لحركة "السترات الصفراء"، ويمكن استخدامها في أي نوع من الاحتجاجات. وعلى من يريد الاستفادة من هذه "الخدمة"، عليه أن يذهب إلى الموقع الإلكتروني على الإنترنت ويضغط على "سبب" أو العثور على سبب يهتم به، ومن ثم "التبرع" برسوم محددة تذهب إلى تمويل الشخص الذي سيحضر الاحتجاج بالنيابة، وأطلق الموقع عليه اسم "رسول"!

وبعد طلب إرسال "رسول" سيقوم فريق الموقع الإلكتروني بإجراء اتصال مشترك بين المستخدم وبين "الرسول" ولن يتم خصم المبلغ المدفوع إلا بعد قبول المتظاهر بالإنابة لشروط "مهمته". ومن بين المبالغ التي يدفعها المستخدم أنه يتحمل تكاليف "ملحقات التظاهر" مثل القمصان المطبوعة والقبعات واللافتات، بهدف مساعدة المتظاهر بالإنابة على إحداث تأثير كبير، على حد زعم الموقع.

وبفضل تقنية تحديد الموقع الجغرافي، يمكن لطالب الخدمة التأكد من أن المتظاهر بالإنابة يحضر الاحتجاج، كما هو متفق عليه، بل ويطلب منه مشاركة الصور ومقاطع الفيديو في الوقت الحقيقي، مما يتيح له متابعة كل التافصيل بأكبر قدر ممكن.

جريجوار لوچير المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع "ويستاند" عبر عن اقتناعه التام بأن عمله يلبي حاجة حقيقية، فمع ظهور الإنترنت وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي لم تكن المشاركة السياسية أقوى من أي وقت مضى، لكن معظم الناس مقيدون بالتعبير عن أفكارهم في التعليقات على الإنترنت، ومع "ويستاند" يمكنهم فعلاً أن يحدثوا التأثير في العالم الحقيقي.

ويصف لوچير "ويستاند" بأنه "خدمة ديمقراطية"، لذلك هو يدرك أهمية عدم السماح لشخص ما بالتلاعب بمجموعات كبيرة من الناس لدعم اهتماماتهم، لذلك قرر حظر المزيد من الرسل أثناء حدث ما أكثر من المتظاهرين الحقيقين أنفسهم، ويتعين على كل متظاهر بالإنابة أن يمثل شخصًا حقيقيًا دفع له مقابل حضور مظاهرة.

وعلى الرغم من أن "ويستاند" لم تحظ حتى الآن بتغطية إعلامية جيدة، إلا أن مؤسسيها واثقون من أن الخدمة ستحقق انطلاقة كبرى لاحقا، لأنها توفر للمستخدمين العديد من المزايا. فقد بات من السهل على الأشخاص المشاركة في الاحتجاجات دون أن يساورهم القلق بشأن تغيير ارتباطاتهم الأخرى، أو السفر لمسافات طويلة وإيجاد أماكن إقامة بأسعار معقولة بالقرب من موقع الاحتجاج، كما إن الخدمة تضمن عدم الكشف عن هوية المتظاهر الحقيقي، وهو أمر مهم للغاية في الوقت الحاضر. وتشير تقارير إلى احتمالية أن تنتشر فكرة الموقع الإلكتروني وتنتقل إلى العالمية قريبا.

تعليق عبر الفيس بوك