"بلومبرج": الصين لن تخضع لتهديدات ترامب بفرض 500 مليار دولار رسوما جمركية

 

ترجمة- رنا عبدالحكيم

نقلت وكالة بلومبرج الإخبارية عن مصدر قوله إن الصين تدرس تأجيل زيارة كبير مفاوضيها التجاريين إلى واشنطن هذا الأسبوع، بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكين بفرض رسوم جمركية، من شأنها أن تهدد سير المفاوضات التجارية الثنائية.

وزاد ترامب ضغوطه على بكين للتوصل إلى اتفاق تجاري بإعلانه العزم على زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنحو 200 مليار دولار. وطرح ترامب إمكانية تمديد رسوم جديد بنسبة 25% على 325 مليار دولار أخرى من الواردات غير المشمولة في القائمة الأولى.

وقال تشوا هاك بن كبير الاقتصاديين في "ماي بنك كيم ريسيرش" في سنغافورة: "تتصاعد مخاطر الحرب التجارية الكاملة... تهديد ترامب قد يأتي بنتائج عكسية لأن الصين لن ترغب في التفاوض بمسدس يشير إلى رؤوسهم".

ويتعرض اليوان الصيني لسلسلة من التراجعات أمام العملات الأخرى منذ أكثر من ثلاث سنوات، فيما أصيبت أسواق الأسهم بالاضطرابات، بعدما أخفقت في الرهان على إمكانية التوصل لحل يبعد شبح الحرب التجارية.

وكان من المقرر أن يصل نائب رئيس مجلس الدولة الصيني "ليو هي" إلى واشنطن يوم الأربعاء مع وفد يضم 100 شخص، لما يمكن أن تكون الجولة الأخيرة من المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وزار الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتيزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين بكين الأسبوع الماضي لإجراء محادثات وصفت بأنها "مثمرة".

ومن غير الواضح ما إذا كان التهديد الأمريكي يعكس مخاوف أعمق لدى الرئيس ترامب. وقالت مصادر مطلعة على سير المفاوضات الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة كانت تستهدف الإعلان عن صفقة يوم 10 مايو الجاري، وسيتم وضعها وتوقيعها من قبل ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق في قمة رسمية.

ودخل الجانبان في مفاوضات مكثفة منذ العام الماضي للتوصل إلى اتفاق لمعالجة المخاوف الأمريكية بشأن الفائض التجاري للصين والسرقة المزعومة للملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا. ووافق ترامب وشي على "هدنة" في ديسمبر الماضي للسماح لكبار المسؤولين بالتفاوض.

وساعدت الهدنة في تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن تصعيد إضافي في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي فرضت رسوم جمركية على بضائع بقيمة 360 مليار دولار العام الماضي. وتمثل تغريدة ترامب الأخيرة تغيرا مفاجئاً في موقف البيت الأبيض بعد أن قال الجانبان منذ أسابيع إن المفاوضات تسير على ما يرام.

وبحسب مصدرين مطلعين على الوضع، فإن هذا التحول يعكس الإحباط المتزايد لدى الولايات المتحدة إزاء تراجع الصين عن بعض التزاماتها السابقة بما في ذلك مسألة نقل التكنولوجيا. وقالت بعض المصادر إن بعض "الصقور الشجاعة" داخل إدارة ترامب هي من تدفع إلى اتخاذ موقف أكثر صلابة بما في ذلك زيادة الرسوم.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق أن الصين تدرس إلغاء الجولة المقبلة من المحادثات بعد تغريدة ترامب. وساهم النزاع بالفعل في تراجع التجارة العالمية وانخفاض ثقة الشركات. وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته العالمية الشهر الماضي إلى أبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية في 2008، محذراً من أن زيادة الرسوم الجمركية قد يهبط بمعدلات النمو.

وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو لقناة فوكس نيوز الأمريكية إن الرئيس "يصدر تحذيراً"، وفي الوقت الذي شهد إحراز "تقدم كبير" في المحادثات، بقيت القضايا الهيكلية وآلية الإنفاذ قائمة. وأضاف: "نأمل أن يتوصلوا إلى هذه الصفقة، لكن إن لم يفعلوا ذلك، فإن الرئيس يقول ستظل الرسوم كما هي".

وفرض ترامب رسومًا بنسبة 25% على بضائع صينية بقيمة 50 مليار دولار العام الماضي، ثم 10% على 200 مليار دولار إضافية من المنتجات في سبتمبر 2018. وكان من المقرر أن ترتفع هذه الرسوم إلى 25% في يناير ومارس الماضيين، لكن ترامب أرجأ ذلك لمنح فرصة أمام المفاوضات التجارية. وفي المقابل فرضت الصين رسوما جمركية على الواردات الأمريكية بقيمة 110 مليارات دولار وحذرت مرارًا وتكرارًا من أنها ستواجه الرسوم الجمركية بإجراءات خاصة بها.

وقال تشو شياو مينغ المسؤول السابق في وزارة التجارة الصينية "من غير المرجح أن تقدم الصين تنازلات تريدها الولايات المتحدة بعصا كبيرة معلقة فوق رأسها... إذا تم تطبيق الرسوم الجمركية التي هدد بها ترامب يتعين على الصين أن ترد".

وذكر توم أورليك، كبير الاقتصاديين في بلومبرج "بدون مزيد من المعلومات، من الصعب معرفة كيفية تفسير تغريدات ترامب. فمن المحتمل أن تتعطل المحادثات، في حال قدمت الصين تنازلات غير كافية، وزيادة الرسوم احتمال وارد. لكن على الأرجح، فإن هذا التهديد المتجدد محاولة لابتزاز بكين والحصول على المزيد من التنازلات في الأيام الأخيرة من المحادثات. وفي كلتا الحالتين، أضافت تغريدة ترامب حالة من عدم اليقين إلى المرحلة الأخيرة من المفاوضات".

تعليق عبر الفيس بوك