أقمار وأنوار

أبو نبراس البوصافي | مسقط

 

أولئكَ أقْمار السَّماء على الذُّرى

تجوبُ فيافي القلْبِ كيْ يتنَوَّرا

أولئكَ بدْريُّونَ حلْوٌ لقاؤُهمْ

ومجْلسُهمْ روْحٌ وريحانُ أثْمراَ

أولئكَ سمْتُ الكائناتِ بأسْرِها

كخاتمِ في ضوْءِ الأصيلِ تَكوَّرا

وكلُّ صباحٍ منْ مرافي مهابِهمْ

أهزٌّ يراعَ النُّورِ كيْ يتَقطَّرا

أولئكَ شرْيانُ الزَّمانِ وقلْبُهُ

ونبْضُ صلاحٍ إنْ تخطَّفنا الكَرى

أولئكَ أشياخُ الرجالِ وإنّهمْ

خلاصةُ علْمِ الأوَّلينَ منَ الوَرى

إذا يتجلَّى الخلْقُ منْ ذهَبٍ فهمْ

مناجِمُ ألْماسٍ لَتعْبقُ عنْبراَ

تبسَّمتِ الأرْضونَ عنْد لقائِهمْ

وحيْثُ توَلَّى الجدْبُ أقْبلَ أخْضراَ

إذا لمَحتْهمْ في الخلائقِ أنْفُسٌ

ككعْبةِ ربِّي حوْلها الكلُّ أُحْضِرا

فهمْ قِبْلةُ الدُّنيا وسورِ نجاتِها

ومِشْعلُ خيْرٍ في عُمانَ تَحرَّرا

كما تُطْلبُ الحسْناءُ في كلِّ نظْرةٍ

فلإنَّ طِلابَ الدَّهْرِ فيهمْ تَصدَّرا

سلامٌ منَ الأعماقِ منْ كلِّ مفْصلٍ

لِمنْ حبُّهمْ في اللهِ يقْطرُ جوْهَرا

تعليق عبر الفيس بوك