انشطار.. حوار شعري بين عاشقين


د. ريم سليمان الخش | باريس

 (1)-
قلبي كطيرٍ في رباك محلّقُ
مترنمٌ مزماره ومزقزقُ
يشدو فيعبقُ في السهول مراقصا
أسراب نحلك والشذى يُستنشقُ
و بشدوه مُلئَ السحاب ترنّما
حتى بدا مطرٌ كثيفٌ يُخلقُ
والزهرُ يفترشُ الثرى بتعانقٍ
وقتٌ بحضن غوايةٍ مستغرقُ
لاصوتَ إثرَ تلاحمٍ قد ينجلي
صعبٌ على الشيطان صوت يُسرقُ
والصخرُ قد خلعَ الرداء تخفّفا
فالماء من أضلاعه يترقرقُ.

(2)-
بيني وبينك شحنةٌ ضوئيةٌ
من كوّة كونية تتدفقُ
لنحطَ من لغةٍ تحار حروفها
من أيّ درٍ نادرٍ تُستنطقُ

(1)-
أفصح : فعلميَ ماء حدسٍ دافقٍ !!
والحدسُ ليسَ تكشّفا يتمنطقُ !!

(2)-
حرفانِ من لغةٍ ولكنْ حالنا
حالَ المعاني: عائمٌ أو مغْرَقُ
حرفٌ يغوص إلى الفضاء مسافرا
من حول أسرار الغيوب يُحلّقُ

(1)-
الناسك الكوني : قلب فراشة
في جوف نيزكه المهيب يُحرّقُ !!

(2)-
وأنا المتاهة بالضباب مغلّفٌ
قد سرتُ رهوا والسما تتفتقُ
بيني وبينك موجة علويةٌ
وسط المحيط

(1)-
وأنت أنت الزورقُ
بحرٌ بحبر معاجم صوفيّة
في دنّها خمر الجوى متعتقُ
لغة تلاقح حرفها بتولّهٍ
حملت مشاعر ماردٍ ..إذْ يُخلقُ
آمنتُ أنّ الجذبَ سرٌ مبهمٌ
عن كلّ أفئدة الخلائق مغلقُ

(2)-
آمنتَ ؟

(1)-
حتما بل عشقتك موقنا
حتى تسرّبَ من خلالك مطلقُ !!
لكنّ حسيَ رافضٌ متعنتٌ
بل إنّه في كلّ ما (....) متزندقُ !!!

(2)-
؟؟؟؟
شيمُ المحب تلهفٌ وتيقنٌ
رغم النوائب راسخا لا يُرهقُ
هو هاهنا لكنْ هناك وكلّما

(1)-
ناديته ...مجرى العواصف يسبقُ
(2)-

هو هاهنا في اللاهناك وإنّما
هو غائبٌ

(1)-
وتراه حين تُحدّقُ
هو نابضٌ بالقلب فيك ملّصقٌ
ومحررٌ متحررٌ لا يُعتقُ !!!
لكنّ نبعيَ ظامئٌ وضفافه
بعضُ ارتباك مشاعرٍ بك تشبقُ
فالروح دهليزٌ وحسّك بهْوُه
هبْني المداخلَ موغلا ..لا أأبقُ !!

(2)-
كي تطمئنَ ؟!!

(1)-
وكي يزيد تولّهي
وبكل ركن في التعشق أحرقُ
دعني أشمّ من الحدائق زهرها !!

(2)-
خذ ماتريد : حدائقي بك تعبقُ !!
زهر الخزامى ..نبتة وحشيّة
والبيلسان أمامنا والزنبقُ
أوما اكتفيتَ؟!!

(1)-
بحق عطركَ خلّني !!
أويكتفي الولهان إذْ يستنشقُ !!!
دعني لأسمع ساعة قلبيّة
بالشوق يختلج الشعور ويخفقُ !

(2)-
لو أنّ أجزاء الثواني أفصحت !!
عمّا يكابد حسّها المتعشّقُ
لبقيتَ في ميدانها متسمّرا
كالخمر في دنّ الهيام تُعتّقُ
أومااكتفيتَ؟!!!

(1)-
بحق نبضك خلّني
أويكتفي الهيمان حين تُدقدقُ !!
دعني أذوق وفي المذاق تمتّعٌ

(2)-
خذني كوجبة ناهمٍ لا يشفقُ
خذ مالديّ ولاتكن كغضنفرٍ
في الغاب بعد وليمةٍ يتصدقُ

(1)-
أصبحتَ كلّي في الشفاه وفي دمي
في كل حجر في الخلايا مُلصقُ
أوما اكتفيت؟!!

(2)-
أو يكتفي المأكول من
تلك الشفاه وجمرها إذْ يُدلقُ؟!!!!
..................
هامش:
المرجع : تحول الطاقة إلى مادة ....

 

تعليق عبر الفيس بوك