أَشْتَمُّ فِيهِ نسائمَ الرَّيْحَانِ


د. صالح الفهدي | سلطنة عمان

يا أَيُّها السَّلْبِيُّ حَسْبُكَ أنَّني
صَعْبُ الشَّكيمةِ،لا يَلينُ جَنَاني
ما أوقفَتْني منكَ رَمْيَةُ حَاقِدٍ
أَنا إنْ أَثُورُ كثورةِ البُركانِ
شتَّانَ ما بيني وبينَكَ أَنْ أَرَى
هذا الوجودَ بِأَعْينِ الْفَنَّانِ
حُرًّا، فَسِيْحًا، قَدْ حَنَتْ أَدْواحُهُ
بِالْحُبِّ، بالإيناسِ، بالتَّحْنانِ
وتراهُ أَنْتَ جَهَامَةً في بَلْقَعٍ
قَدْ سَوَّدَتْهُ مآتِمُ الْأَحْزانِ
فأَضَعْتَ نَفْسَكَ في متاهٍ لم تَزَلْ
تجني بِهِ الْعِلاَّتِ في الْأَبْدانِ
دَرْبَانِ: دربي مِنْ نعيمٍ وارِفٍ
أَشْتَمُّ فِيهِ نسائمَ الرَّيْحَانِ
فأَسيرُ فِيهِ ولستُ أَلوي باسمًا
لِلْهمهماتِ، تَنُوءُ بالْبُهْتَانِ
أمَّا طريقُكَ؛ فَاعْوِجَاجُ مَسَالكٍ
دارتْ دوائرُها على الْحِرْمانِ
يا أَيُّها السَّلْبِيُّ حَسْبُكَ عِلَّةً؛
هيَ بعضُ  مَا اقْتَرَفَتْ يَدُ الطُّغيانِ
قَدْ صوَّحَتْ فيكَ الْجَمالَ فَلَمْ تَعُدْ
تصبو إلى رَجْعٍ مِنَ الْأَلْحَانِ
فإذا نظرْتَ؛ رأيْتَ زَرْعًا يابسًا
وإذا نَطَقْتَ ثَلَمْتَ حَدَّ سِنانِ!
فَاذْهَبْ بغيظِكَ لَنْ تَطالَ مَراكِبي؛
بحري سَحِيقٌ، غائرُ الْقِيعانِ
ما فُتَّ لي عَضَدٌ؛ فَفِيَّ عزيمةٌ
جيَّاشَّةٌ بالْبَأسِ والْإيمانِ
ما عُثِّرتْ قَدَمُ الجوادِ بِحَصْوَةٍ
قَدْ أُلْقِيَتْ مِنْ حَاقِدٍ أَوْ شَانِي
بَلْ حَفَّزَتْ قَدَمَيْهِ في مِضْمَارِهِ
فَالْقِ الْحِجَارةَ تَسْتَفِزُّ حِصَاني!

 

تعليق عبر الفيس بوك