نصف نهائي أبطال أوروبا.. التوقع والطموح!

 

بقلم: حسين بن علي الغافري

***

تدخل بطولة أبطال أوروبا مساء الثلاثاء والأربعاء مرحلة حاسمة ولقاءات ساخنة تجمع في أولها القمة التي خالفت التوقعات بتواجد توتنهام الإنكليزي وأياكس الهولندي، بينما يستقبل برشلونة في لقاء الأربعاء نادي ليفربول الإنكليزي مباراتين يصعب التوقع فيهما نظراً لتقارب المستويات الفنية، أياكس وصوله إلى هذا الدور تجاوز مرحلة المفاجأة وفرض نفسه كرقم صعب ومجموعة متمرسة تقدم كرة قدم شمولية ومتوازنة. بينما توتنهام مع الأرجنتيني بوكاتينهو فريق ذكي بحلول وسرعات عالية يُتعب المنافسين.

***

ففي المواجهة الأولى، تبدو الكفة متوازنة بين أياكس وتوتنهام، فالنادي الهولندي مر بلقاءات ثقيلة خصوصاً في الأدوار الإقصائية التي حملت له تفوقا واضحا خصوصاً خارج ميدانه، في لقائه أمام ريال مدريد حامل اللقب قلب تأخره بهدفين على أرضه إلى فوز برباعية عريضة في ملعب سانتياغو برنابيو، ظنّ الغالبية بأّن انتصاره محض صدفة وما فعله في مدريد لا يتجاوز إلا إجهازا على مجموعة تمر بأحد أسوأ مراحلها بعد أربعة ألقاب خلال خمسة مواسم في دوري أبطال أوروبا وتراجع مستويات أهم النجوم وتبديل للمدرب، فضلاً عن رحيل عدد من الأسماء التي لم تعوّض كما ينبغي وفي مقدمتهم النجم الأول رونالدو. هذا التحليل يبدو بأنه تلاشى بشكل كبير بعدما أقصى يوفنتوس في الدور المنصرم، النتيجة في أرض أمستردام آرينا لم توحي بقدرة على الاستمرار رغم الأداء الجيد، ولكن ما حدث أمر خيالي في تورينو، هزيمة صعبة مُنيت بها السيدة العجوز، وما هو إلا تأكيد لقوة الأداء للنادي الهولندي. في الجهة المقابلة فتوتنهام يبدو منافسا شرسا لأياكس، تقارب المستويات مع فارق الخبرة للنادي اللندني. مباراة مميزة تنتظرنا وتصادم في الأفق. ناهيك عن أنّ المتأهل أمام موعد للتاريخ والقتالية ستكون حاضرة وبقوة في هذا اللقاء.

***

في القمة الكبيرة التي ستلعب مساء الأربعاء، يدخل ليفربول أرضية الكامب نو بطموحات المواصلة والعودة إلى دياره بنتيجة إيجابية تضمن له مواصلة الحلم الذي خسره في نهائي العام الماضي. ليفربول يبدو هذا العام أكثر تماسك وخط دفاعه من أفضل خطوط الدفاع في القارة العجوز. الليفر إجمالاً يعيش أفضل مواسمه مع مدربه الألماني يورغن كلوب الذي غيّر الكثير في النادي وكوّن مجموعة ممتازة وبات الفوز عليه صعب جداً، الفريق يملك حلول متنوعة وطُرق لعب عديدة. ولعل ما يثقل كاهل الريدز في هذه الفترة قتاليته على بطولة الدوري المحلي الذي يطمح في تحقيقها ويواجه منافسه حادة من مانشستر سيتي، فضلاً عن البطولة الأوروبية التي يواجه فيها برشلونة خلال الأسبوعين القادمين. في الضفة الأخرى فبرشلونة تفرّغ رسمياً إلى الأبطال الأوروبي بعدما حسم أمر البطولة المحلية بفوزه على ليفانتي مساء السبت، كما أنّ مشاركة ميسي في أربعين دقيقة تقريباً خلال آخر مباراتين مع عدد من اللاعبين الآخرين يجعله مستعدا لاستقبال الليفر. مباراة نهائية قبل أوانها وتبدو الترجيحات تميل إلى أنّ اللقب قد لا يخرج من هذه المواجهة. نحن على موعد كبير والتوقعات صعبة في دور نصف النهائي وفي لقاء من هذا النوع. دعونا ننتظر ونرى.

HussainGhafri@gmail.com