جثة أمل


د. أحمد جمعة | مصر

آيس من نفسي
ومن تلك الحالة التي أصبحت عليها؛
استسلمت لدموعي التي ألبستني الملح
حتى صرت حجرًا،
ولا أمل بأن يتشقق يومًا عن قطرة ماء
أو حتى سراب
يقود النبع نحو منحدر الجفاف.

آيس مما أنا عليه
قشة لم تقصم ظهر بعير
ولا نالت شرف نجاة غريق
ولا حتى انتمت لكومة قش وقعت فيه إبرة
ولا حتى هي بالقشة التي أحرقت الغابة
ولا القشة التي أدمت يد امرأة حسناء
ولا التي أكلتها الخراف.

تتلاعب برأسي اللبني الوساوس
وتهوي بي الأصوات في صداع سحيق
ولا حائط يسع هذا الألم
ولا مخدر قد يوسع هذا الرأس تسكينًا

تتقاذفني الصرخات
وتلوكني الأنات
وتلفظني وحدتي لوحدتي،
ثم كما حجر تهاوى من علٍ
تتبعثر رأسي على الوسادة التي نمت عليها دموعي
ک صبّار
يكابد صحراء مرارته الفسيحة.

آيس
ولا يأس قد يسع يأسي،
ولا أحلم بأكثر من يأس يتفهم يأسي
ويضم هذا الرأس المعذب
لحضن جثة أمل!

 

تعليق عبر الفيس بوك