مرة ثانية .. هل يوجد فندق في الرستاق؟

 

طالب المقبالي

 

يقول لي أحدهم ألم يُصبك ملل من ترديد هذه الأسطوانة؟ والجواب كلا لم ولن أمل، وسأكتب حتى ينتبه من يعنيهم الأمر، وحتى أرى بلادي تزخر بكافة المقومات السياحية التي هي مصدر من مصادر الدخل في البلاد.

هل يوجد فندق في الرستاق؟ سؤال يطرحه كل راغب في زيارة الرستاق من مُختلف محافظات السلطنة، سواءً للاستجمام أو الاستشفاء بمياه عين الكسفة، أو لمُمارسة رياضة تسلق الجبال، لما تتمتع به ولاية الرستاق من تنوع بيولوجي وتضاريس جميلة، وخاصة في وادي السحتن ووادي بن عوف حيث المرتفعات الجبلية والمياه المنسابة من صدوع الصخور مشكلة جداول من المياه العذبة الرقراقة.

الكل يبحث عن مأوى للمبيت كي يستطيع استيعاب جميع الأماكن السياحية في هذه الولاية العريقة.

وقد طرحت هذا السؤال إحدى المدعوات من محافظة مسقط لحضور مناسبة زواج في ولاية الرستاق.

فالمعروف أنَّ مناسبات الزواج تنتهي في ساعات متأخرة من الليل، ومن الصعوبة بمكان أن يعود الشخص من حيث أتى في نفس الليلة خاصة إذا كانت المدعوات مجموعة نساء دون مرافق من الرجال لقيادة السيارة وذلك لعدة محاذير، من أهمها الإرهاق الذي سيصيب المشاركات في المناسبة، وثانيها عدم وجود إنارة في طريق الباطنة السريع في ظل وجود الجمال والحيوانات السائبة التي تسرح وتمرح في هذا الطريق ليلاً، وثالثها عدم وجود مكان يتسع للمبيت في منزل أصحاب المناسبة.

السؤال كان سهلاً والجواب عليه يقف كالغصة في الحلق، إذا لا يوجد في الرستاق سوى فندق صغير لا يفي بالحاجة، في ظل توافد كثير من الزوار.

فكثيراً ما نصادف زوارا من داخل وخارج السلطنة يبحثون عن أماكن للإقامة، سواءً فنادق أو منتجعات سياحية أو حتى شقق فندقية، وكثيراً ما يتم إرشادهم إلى الولايات المجاورة بعد إرشادهم إلى الفندق الوحيد بالولاية.

فولاية الرستاق بحاجة إلى فنادق فئة 3 و 4 نجوم إلى جانب منتجع واحد على الأقل فئة 5 نجوم يستقطب الزوار والمؤتمرات والفعالية المختلفة.

وهذا لا يتأتى إلا بتكاتف أصحاب الأعمال في الولاية من خلال إنشاء شركة أهلية تعنى بإقامة المشاريع والمرافق السياحية التي تتطلبها الولاية.

فقبل سنوات استبشرنا بوجود بوادر جادة من أبناء هذه الولاية المخلصين لإنشاء شركة أهلية، ولكن سرعان ما تلاشت الفكرة، ووئدت في مهدها لأسباب لا يعرفها إلا أبناء ولاية الرستاق.

فقد سبق أن كتبت مقالاً عن هذا الموضوع وعن تداعيات هذا الأمر وعنونته بعاصفة الرستاق، وفي ولايات أخرى أنشئت شركات مماثلة وقامت بدورها الفاعل في الولاية.

ولاية الرستاق هي المركز الإداري لمحافظة جنوب الباطنة، فكان من الأجدر أن تحتوي منتجعات وفنادق كثيرة.

في ولاية من ولايات السلطنة ليست بالأكبر مساحة وليست الأكبر من حيث الكثافة السكانية، إلا أنها تضم أكثر من ثلاثين فندقاً حسب المعلومات التي وردتني، فما الذي ينقص ولاية الرستاق لتكون واحدة من الولايات الكبرى التي يحط فيها الرحال؟.

فعين الكسفة وقلعة الرستاق وحصن الحزم وحصن المنصور وفلج الميسر من أكثر الأماكن التي يقصدها زوار الولاية، إلى جانب العيون والأودية والأسواق والأضرحة كضريح الإمام أحمد بن سعيد وضريح الإمام سيف بن سلطان، إلى جانب متحف البيت الغربي الذي أصبح جهة يقصدها الزوار من داخل وخارج السلطنة.

وإذا ما عرجنا إلى بقية الأماكن التي يرتادها زوار الرستاق فإنَّ نيابة الحوقين واحدة من الأماكن التي يضعها الزائر ضمن أجندات زيارته لولاية الرستاق، فالحوقين تمتلك بحد ذاتها مقومات سياحية كثيرة، فهناك شلالات الحوقين، ومياه الخبة الزرقاء التي تستقطب العديد من الزوار وحصن الحوقين والكثير من الأبراح.

وليس ببعيد عن الحوقين فهناك وادي الحيملي ووادي الحاجر الزاخر بالأماكن التي تستحق الزيارة، حيث توجد هناك مكتشفات أثرية ونقوش حجرية قديمة يعود تاريخها للقرن الثاني والثالث الميلادي، كذلك وادي بني غافر ووادي بني هني، حيث توجد مقابر قديمة ونقوش حجرية في قرية نزوح قد تمَّ تسجيلها في وزارة الثقافة والتراث.

هذه المقومات تمتلكها ولاية الرستاق فالزائر لها بالتأكيد لا يكفيه يوم واحد، وإنما بحاجة إلى المبيت.

بعض أبناء الولاية الميسورين قاموا ببناء ملاحق في منازلهم لإيواء زوار الولاية الذين يشاركون في الأمسيات الثقافية، فهل يعقل أن يعود الزوار من حيث أتوا في وقت متأخر من الليل؟

ألا يوجد من يقرأ هذا الهم لدينا؟ ألا يوجد من يتصور ضيفاً يخرج من الأمسية ويركب سيارته ليعود إلى ولايته في مسندم أو صور أو هيماء، أو صلالة؟

وزارة السياحة نشطة في تنظيم الأمسيات والرحلات الترفيهية السياحية، فاليوم تنظم الوزارة ممثلة في إدارة السياحة بمحافظة جنوب الباطنة "ملتقى الوعي السياحي" بحصن الحزم بمشاركة عدة جهات حكومية بالمحافظة من أجل التعريف وتفعيل المواقع السياحية وإبرازها، كذلك مشاركة المجتمع بالوعي السياحي.

من هنا أناشد الوزارة والجهات المشاركة أن يوسعوا وعيهم السياحي لإدراك أهمية النقطة التي تطرقت إليها في هذا المقال، ويكفينا ندوات ونشرات توعوية ومحاضرات، نريد شيئاً ملموساً على أرض الواقع.