دِثَارُ العِشْقِ


سميرة الزغدودي | تونس

خَنْسَاءُ أُهْدِي للِحُرُوفِ قَصِيدَا
وَأُريِقُ فِي جَامِ القَرِيضِ مَزِيدَا
//
تَتَبَخْتَرُ الخُيَلاَءُ رَاقِصَةً عَلَى
إِيقَاعِهَا وَيَعِيشُ شِعْرِي عِيدَا
//
خِلِّي يُخَاصِرُنِي بِأَشْعَارِ الجَوَى
تُضْفِي عَلَى نَبَضَاتِنَا تَنْهِيداَ
//
وَيُرِيقُ فِي غَابِ العُيُونِ وَلاَءَهُ
يَنْسَابُ فِي رُوحِي سَنَاهُ فَرِيدَا
//
فَيَجِيدُ ذَاكَ الصَّبُّ تَرْوِيضَ الفؤا
دِ مَتَى اعْتَلَى العَرْشَ المَجِيدَ وَحِيدَا
//
أَقْسَمْتُ لَوْلاَ الوَاحِدِ الأَحَدِ الذِي
خَلَقَ الوَرَى لَوَهَبْتُهُ التَّوْحِيدَا
//
يَنْصَاعُ مُمْتَثِلاً لأَِمْرِ مَلِيكِهِ
ذَاكَ الفُؤَادُ فَكَيْفَ كَانَ عَنِيدَا؟
//
مَا هَمَّنِي فِي العِشْقِ لَوْمَةَ عَاذِلٍ
فَالقَلْبُ كَانَ مِنَ الحَبِيبِ شَرِيدَا
//
الرَّبُّ يَشْهَدُ أَنَّ حُبِّي مَا ذَوَى
رَغْمَ النَّوَى فِي النَّبْضِ ظَلٌّ شَدِيدًا
//
يَتنَاثَرُ اليَاقُوتُ مِنْ هَمَسَاتِهِ
يَخْتَالُ فِي أُذُنِي صَدَاهُ وَئيِدَا
//
أَسْرَابُهُ الضَمْأَى تُخَاصِر سَوْسَنِي
تَلْهُو كَمَا أَرْضَى تُدَاعِبُ جِيدَا
//
أَحْدَاقُه العَطْشَى تُطَارِدُ مَرْمَرِي
تَالله تَلْثُمُ خَافِقََا وَوَرِيدَا
//
شَلاَلُ نُورٍ كَمْ يُذِيبُ مَحَاجِرِي
مِنْ سِحْرِ عَيْنَيْهِ أَتُوهُ بَعِيدَا
//
وَمَلاَحَةُ الفَيْرُوزِ تَصْحَبُ هَمْسَهُ
لِتَصُوغَ لِي فِي شَدْوِه التَغْرِيدَا
//
مَوْجَا زُجَاجٍ يَسْعَدَانِ بِنَوْرَسٍ
يَقْتَاتُ مِن بَحْرِ اللِّحَاظِ رَغِيدَا
//
يَامَنْ يُمَازِجُ سَمْتَ رُوحِي نَبْضُهُ؛
لِصَدَى الهَوَى فِي خَافِقِي تَخْلِيدَا
//
مِنْ سِرْبِ نَايَاتٍ لَثَمْتَ مَشَاعِرِي
فَرَفَلْتُ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ بَعِيدَا
//
أَفْرَدْتَ لِي أَوْجَ الهَوَى يَا مَنْ أَبَى
عَنْ عِشْقِهِ أَنْ يَنْثَنِي وَيَحِيدَا

وَحْدِي أُعَاقِرُ خَمْرَ حُبِّ آسِرٍ
كَمْ يَرْفُلُ الإِحْسَاسُ فِيهِ سَعِيدَا
//
تَرْتِيلَةُ العُشَّاقِ ضَجَّتْ فِي دَمِي
وَتَسَكَّعْتَ فِيهِ تُقِيمُ نَشِيدَا
//
عَنْقَاءُ تِلْكَ هِيَ القَوَافِي كُلُّهَا
أُُضْفِي لَهَا فِي دَاخِلِي تَجْدِيدَا
//
تَهْمِي القَصِيدَةُ مِنْ صَهِيلِ مَحَابِرِي
مِنْ نَزْفِ رُوحِي يَسْتَحِقُّ رَصِيدَا

 

تعليق عبر الفيس بوك