نصان

عبد الله الجيزاني | لندن

 

(1)

أجنحة الصبر

......

سأمنحكِ بعض ما ورثتهُ منكِ ،

 الصبر ، الذي أدمنتهُ ،

وَلَيْسَ هناكَ أجمل من الصبرِ ،

 والكثير مِنْهُ الذي ألفتهُ

 طيلة سنين الغياب ،

حتى أني حاولت أن أشارك الطير موهبة العناق في أخر النهار ،

وإن سألتِ لماذا الطير ؟

لأن الطير بوسعهِ أن يبقى طليق

 مُلَك جناحيه مدى الدهر

 لكنهُ يتوسم القيود ،

لكي يعاشر جنسه ويركن لدفئ روحه ،

وأنتِ تخبرينني عن مفردات صندوقكِ المغلق كيفما اتفقنا على ذلك

ذات رحلةٌ صدئةٌ ،

تجشمتُ محنة الحاجة و( فقه المعنى ) في الإجوبة على الأسئلة المحيرة بمدلولاتها، كان الوقت الفائض عن الاستهلاك يغازل اللحظات الحرجة من عمر الورد الساكن منابع الروح المتيقظة للأنطلاق ، صوب مزارات خلدها العشاق الذين سبقونا،

أنتبه إلى عمق التردد الحاصل،

وأستثير الدواخل اللواتي كنَّ شبه مغلقات،

 إلا أنني مثابرٌ في كل الأوقات،

أنتظرُ من يرتكب خطيئة الدخول،

وأعرضُ أخطاء اللوحة الفنية المتسمرة على الجدار المقابل للباب، رغم أجواء البهجة التي تسود المكان، وقطرات التسامح الحنونة جداً يزداد إرباكي،

وألوذ بركن قُصي أدُاري خيباتي ،

كأسي يهرع لملاقاتي،

صبراً لقد هزمنا جولة أخرى ،

مازال هناك متسع من الوقت الإضافي، هذه المرة لا تنعتهُ بالوقت الفائض، أنهُ يلزمنا لكي ننثر قبلات الورد على الطرقات التي يمر منها وحيدكَ يا قلبي ،

ونغرق بصمت ،

لا جديد في الراهن ،

ربما يكون القادم من الأيام أبهر

ربما يكون القادم من الأيام أبلغ

 

(2)

إصغاء

 

أصغي اليَّ

للمرة الأخيرة

والأصغاء فنٌ

يا صديقتي

أصغي إليَّ بأهتمام

ودعيني أمسح

عن عيونكِ

الدمع  الكثيف

 بكلتا يديَّ

ودعي الظنون

تركب سفينة الإهوال

أبعد من حدود الحلم

لتنالِ فرصة أخرى

أقصى ما تقومين بهِ

التجوال بين الأماكن

 وتغدقين العطاء

ميزتكِ المثابرة

لا تنتهيأ أبداً

دوامة الأرق

حوار القلوب الحائرة

مزارع لم يزرها المطر

 أو يقظة  مبتلاة

مساراتها تفك

ما أغلقته المتاهة

 وحدها تقوم بتجسير

 ماضيك العتيد

أيها العاشق

لا وقت للخصام

رحلة الحياة

 أوشكت على الانتهاء

أرمي وردة على النهرِ

ينبت بستان ورود

وضع النذور هناك

لكي تلفحكَ نسائم

عطر الإذعان

وحدها كفيلة

بأن تقهر وحشة

الإطراء

إن توغل اليباس

بداخلك

ما عليك سوى

أن تتلحف الصبر

لتروض شهوة

غرقى الحواس

وتمضي مكبلاً

 بإدعاءاتك الهرمة

فوق غيمة مكابرة

لا تعرف ملامحها

إلا أن تلامس

الشفاه المكتنزة

 الرغبة فَتنجيكَ

 من الاشتعال

وتروض العواصف

التي تجتاح

 صومعتكَ

تعليق عبر الفيس بوك