سرّي للغاية

حسن قنطار | سوريا

 

(1)

 

هنا....

كان يجلس أبي

تتأرجح فوق رأسه عناكبُ جائعةٌ

تحت عريشة العنب المترنّحة أمام البيت

كانت مخمورةً

لكنها سعيدة، وأنا كذلك سعيد

سعيدٌ؛ لأنّ الفقر لازالت مخالبه تواسي

وجناتنا الشاحبة

فقرٌ صيّر من البراعم أشواكاً قبل بلوغها

فقرٌ خلق فينا كلّ الأشياء التي لا تقبل

فقرٌ كفّن السعادة ولم يصلِّ عليها منذ زمن

بل إن شئتَ فقل أكثر من ذلك.

أنا لا أستطيع لأنه:

سرّي للغاية

***

 

آااه.... تذكّرت

هناك في زاوية هرمة

يتكئُ عليها جداران أحمقان لزريبةٍ

تحتضن دجاجتين خائنتين

وديكاً خرفاً وقوّاداً

وبقرةً صفراءَ

لا فاقعٌ لونها

ولا تسرُّ الناظرين

عجفاءُ تخورُ جوعاً

أنا أعلم

أنها تدعو علينا أو تشتمنا

معها الحقّ في ذلك

ومعنا الحق أيضاً

لقد أنسانا الجوعُ العاب فينا جوعَها

ها هي الآن تخور علينا بشتائمها

 وتبول أمامنا قلةَ قيمة

بالمختصر المرير، لا شيء يُذكر أكثر؛ لأنه:

سرّي للغاية.

تعليق عبر الفيس بوك