الغياب


د. أحمد جمعة | مصر

لا يمكنك أن تفعل ذلك
بقلبٍ صار فارغًا،
لم يعد يجدي تقلبه بين الأصابع؛
هو قد عاد لسيرته الأولى:
قلب يدق بانتظام
ويضخ الدم،
كأن صخرة حرّكها الموج من مكانها
ثم دفعها لمكانها أخرى،
قد يبدو الأمر بأن لا تغير
قد طرأ،
لكن تغيرًا قد كان
وحوّلها من صخرةٍ جامدةٍ
لصخرةٍ أشد جمودًا
مما اختزنته فيها الحركة من ألم.

دقات ساعة الجدار تتعالى
لكن الأمر ليس كذلك؛
فلا ساعة على جدران الصدر،
وحده قلب
يلهث، ويتنطط على مطاط وحدته
وشمعة العين نفختها الدموع
ويد الرؤية ارتمت إلى جوار
فخذي النظرات.

الحدث الذي كان
وحوّل هذا القلب من حارثٍ لحارسٍ،
كيف بهذه السطوة فعل؟!
ثم راح وكأن لم يكن.

في الظلمة التي لا يمكنك أن ترى فيها
سوى عتمتك،
ولا يد انتظار قد تصافحها يد لقاء،
يمكنك تطهير روحك من آثام الحب
وحشي روحكَ بالخرصانة،
يمكنك كي جراحك بالملح،
يمكنك - رغم القساوة-
حرق القصائد
وجعلها مصباحك المنجيك
من كل هذا الخراب الحالك!

 

تعليق عبر الفيس بوك