المعولي يؤكد مضي السلطنة في تعزيز قيم المواطنة

مجلس عمان يشارك في اجتماعات الجمعية العامة الـ140 للاتحاد البرلماني الدولي

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

مسقط - الرؤية

شاركَ مجلس عُمان في أعمال اجتماعات الجمعية العامة الـ140 للاتحاد البرلماني الدولي، والاجتماعات المصاحبة، المنعقدة بالعاصمة القطرية الدوحة. وقد رعى افتتاح أعمال الجمعية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وبحضور وفود برلمانية من 149 دولة يُمثلها نحو 2271 برلمانيا، كما يُشارك في الاجتماعات ثمانون رئيس برلمان وأربعون نائبا لرؤساء برلمانات عالمية.

ويترأس وفد مجلس عُمان المشارك بالاجتماعات سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، وعضوية عدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، وسعادة الدكتور أمين عام مجلس الدولة، وسعادة الشيخ أمين عام مجلس الشورى.

وخلال أعمال اجتماعات الجمعية، ألقى سعادة رئيس مجلس الشورى رئيس وفد مجلس عمان، كلمة؛ قال فيها: إن ما يشهده العالم من حولنا يدعونا وبشكل ضروري ولازم إلى أن تقوم جميع الدول بمراجعة أنظمتها التعليمية، ومدى تعزيزها لقيم الأمن والسلام، ونحن في سلطنة عمان نولي هذا الأمر اهتماما بالغا، وتؤكد عليه المبادئ التي يعتمد عليها النظام الأساسي للدولة، وتستمد منها القوانين واللوائح، كما أن رؤية عمان 2040 من ضمن أهدافها تعزيز التفاهم والتعايش والسلام في إطاره العالمي، وتعمل مناهجنا الدراسية المختلفة على تعزيز هذه القيم والتأكيد عليها، وسلطنة عمان ماضية في هذا النهج الحكيم الذي يحرص عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتجد قيم المواطنة اهتماما كبيرا بها، ويتم تنفيذ الكثير من البرامج والأنشطة والفعاليات المعززة لقيم السلام والأمن وسيادة القانون، وفي هذا الجانب فإننا ندعوكم من خلال هذه المنبر العالمي إلى إعداد إستراتيجيات واضحة ومحددة لدعم وتعزيز المواطنة العالمية وإعداد الخطط التنفيذية اللازمة للتوعية بها وبأهميتها، في إطار عالمي تعمل على تنفيذه كل الدول الأعضاء، ونقترح إعداد بروتوكول عالمي بذلك، توقع عليه جميع الدول، وتتولى الأمانة العامة صياغته، ويكون من ضمن قرارات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في هذه الدورة.

وأضاف رئيس وفد مجلس عمان قائلا: لقد جاء القرار الأخير للرئيس الأمريكي المتمثل في الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية؛ صادما لكل داعم لعملية السلام، ومزعجا لكل داع إلى حل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية، ومعززا للكراهية وتأزيم الأمور، ونود هنا التأكيد على أن مرتفعات الجولان هي أرض سورية محتلة، وأن قرار الرئيس الأمريكي لا يغّير من هذه الحقيقية شيئا، وهو بهذا القرار إنما يعارض القوانين الدولية، ويؤجج الأمور، ويدعوا إلى عدم الاستقرار في المنطقة. وأكد المعولي أنَّ "السلام مبدأ عالمي دعت إليه مختلف الأديان، وآمنت به شتى البلدان، وأقرته مختلف الأنظمة والقوانين، وهو أمر يتفق مع الفطرة، ويتسق مع الغاية من الحياة، والحقيقة التي يعلمها الجميع، ويدركها كل بصير وسميع؛ أنه لا سلام نرجوه، ولا أمل نحدوه، وهناك شعب في هذا العالم يقبع تحت الاحتلال، والظلم والعدوان". وأضاف: إن الممارسات الإسرائيلية المستمرة والتعديات على الأقصى الشريف الممنهجة، والسعي لطمس هوية القدس وتهويدها أمر لا يمكن قبوله، ولا يصح السكوت عنه، فإذا أردنا السلام أن يعم ربوع المعمورة، فمن الواجب علينا أن نقوم بواجبنا دعما للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأن ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة، ويمارس حريته ويعيش حياة آمنة كريمة، وأنتم جميعاً أيها المحبون للسلام، والداعون للأمن والأمان أمام مسؤولية عظيمة تتطلب منكم دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني والدفع بعملية السلام قدما مستخدمين في سبيل ذلك كل الوسائل الممكنة. وأكمل بالقول: إن نشر الكراهية، وإثارة الرأي العام، وتأجيج النعرات والخلافات، وتعزيز الخوف من الإسلام فيما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا"، أمور مقيتة، وتصرفات كريهة، وأعمال فظيعة شنيعة، وتكون أكثر بشاعة وسوءا إذا كان وراء تأجيجها جهد منظم، وعمل ممنهج، ودعم من عناصر متطرفة تدعو إلى العنف والإرهاب، ولقد أسائنا جميعا وفي كل بقاع الأرض وعلى مختلف الشرائع والأديان ذلك التصرف الهمجي الذي لا يتفق مع الفطرة ولا يتناسب مع القيم والأخلاق، إذ كيف يتصور العقل أن يعتدي أحد على الآمنين وهم يؤدون صلاتهم، فإن لم تأمن المساجد ودور العبادة المختلفة لكل الأديان فأين يأمن الناس؟

وتابع: إنكم اليوم أيها الحضور أعضاء الاتحاد البرلماني الدولي أمام مسؤولية عظيمة، وضرورة ملحة، وحاجة ماسة لتوحيد الجهود وبذل الطاقات في سبيل تحقيق الأمن خاصة عند ممارسة الشعائر الدينية، وأدعوكم جميعا إلى اتخاذ القرارات المناسبة وتعديل القوانين النافذة في بلدانكم؛ لتكون أكثر صرامة وردعا لأمثال ذلك الآثم الجبان المعتدي على المصلين العزّل في نيوزلندا، كما أدعوكم إلى إعداد خطط واضحة وبرامج محددة لتوعية شعوبكم ونشر ثقافة التعايش مع الآخر، ودعم البرامج الداعية للتعريف بالأديان ورسالتها السامية، ولسلطنة عمان برنامج واضح للتعريف برسالة التسامح والتعايش التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف، وقد زار معرض رسالة الإسلام الكثير من مدن ودول العالم في سعي واضح من سلطنة عمان ودعوة حقيقية لتحقيق مبادئ الأمن والسلام، كما أن هذا البرنامج التوعوي ينفذ للمقيمين بسلطنة عمان دعما للمبادئ التي نؤمن بها ونؤكد عليها، وأدعوكم جميعا للاستفادة من التجربة العمانية والعمل على تطبيقها.

وقال المعولي: في هذا الإطار، لا يفوتني أن أقدم كلمة شكر وتقدير لرئيسة وزراء نيوزلندا، التي تعاملت مع تلك الجريمة البشعة تعاملا حازما، وأظهرت دعما لإخواننا المسلمين في نيوزلندا، وكان لمشاركتها حزنهم الأثر الطيب في تخفيف المصاب، وتعزيز علاقات الأخوة الإنسانية بين الجميع.. إنَّ تحقيق السلام والأمن، وتعزيز سيادة القانون، ونشر ثقافة التعايش السلمي، وقبول الآخر، واتخاذ الحوار والتفاهم مبادئ للتعامل مع الجميع، ونبذ العنف والاستبداد، ونشر العدالة الاجتماعية، كلها مبادئ أمنّا بها في سلطنة عمان، وثوابت نعمل على تأكيدها، ورؤى سعينا لتحقيقها، وبكل وضوح وشفافية فإن السبيل الأوحد لتحقيق تلك المبادئ، والقيم والأهداف هو التعليم.

من جهة أخرى يناقش المشاركون في 68 جلسة واجتماع قضايا الشعوب الحيوية؛ في مقدمتها: قضايا التعليم والأمن والسلام وسيادة القانون ودور التجارة العادلة والحرة والاستثمار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة فيما يتعلق بالمساواة الاقتصادية والبنية التحتية المستدامة والصناعة والابتكار.

وعلى هامش فعاليات أعمال اجتماعات الجمعية العامة، التقى سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس وفد مجلس عمان، عددًا من الشخصيات البرلمانية؛ حيث التقى بسعادة ديميترس سيلوريس رئيس مجلس النواب في جمهورية قبرص، ومعالي الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني، ومعالي أساكا سيديبي رئيس الجمعية الوطنية في جمهورية مالي.. وتم خلال اللقاءات، بحث أوجه التعاون المشترك بين المجالس البرلمانية، وتعزيز الرؤى والمواقف المشتركة بين الدول المشاركة، وطرق حلحلة العديد من القضايا ذات الصلة بالمواضيع المدرجة على جدول أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي.

تعليق عبر الفيس بوك