توفر مليارات الدولارات سنويا.. وتحافظ على التوازن الإيكولوجي

تدوير المخلفات.. فوائد اقتصادية وبيئية تعزز التنمية المستدامة

...
...
...

 

السريرية: دراسة إصدار قانون يشجع على استخدام المواد الصديقة للبيئة

7 مليارات دولار أرباح إعادة التدوير في أمريكا

ألمانيا تتصدر قائمة الدول الأكثر تدويرا للنفايات

الرؤية- وليد الخفيف

يُجمع خبراء البيئة وصون الموارد الطبيعية على النتائج الإيجابية العديدة المتحققة من عمليات تدوير المخلفات، ودورها المحوري في تحقيق فوائد اقتصادية وبيئية تعزز جهود التنمية المستدامة.

وفي هذا السياق، أكّدت الدكتورة ثريا السريرية المديرة العامة المساعدة لصون الطبيعة بوزارة البيئة أهمية إعادة تدوير المخلفات، معددة فوائدها الاقتصادية والبيئية في ظل تحديات تنامي عدد السكان المتزامن مع التقدم التكنولوجي والصناعي الذي شهده العالم في الآونة الأخيرة وكان له أثره السلبي على البيئة وصحة الإنسان.

مبادرة وطنية

وقالت السريرية في تصريحات لـ"الرؤية": "أطلقنا السنة الماضية مبادرة تدعو لإعادة التدوير، وندرس الآن إصدار قانون يشجع على استخدام مواد تصنيع صديقة للبيئة. والتوعية بأضرار بعض المواد مثل البلاستيك، وهناك عدة حملات تدعو على سبيل المثال إلى استخدام الأكياس المصنعة من مواد صديقة للبيئة عوضا عن الأكياس البلاستيكية لا سيما في المجمعات التجارية".

وأشارت إلى أنّ عملية إعادة التدوير معمول بها في كل دول العالم حرصا على صحة المواطنين ونقاء البيئة والمحافظة عليها، كذلك فإنّ تمتع المواطن بصحة جيدة سيقلص بند الموازانات التي تنفقها وزارة الصحة على علاج المرضى، فضلا عن المكاسب الاقتصادية المتحققة من تلك العملية، فتحويل مخلفات الورق على سبيل المثال إلى ورق صالح للصحف والمجلات شريطة عدم قطع الأشجار أو المساس بالبيئة الخضراء، ويمكن أيضا إعادة تدوير إطارات السيارات في الديكور أو إعادة تحويل المعادن والزجاج وإعادة استخدام الزجاجات البلاستيكية للمياه بعد تعقيمها الأمر الذي يقلل من حجم المخلفات ولكن ذلك يستدعي وعيا من الناس حول سبل التخلص من مخلفاتهم، والقيام بعملية فرز بسيطة لكل من المخلفات البلاستيكية والورقية والزجاجية والمعدنية قبل التخلص منها، بحيث يتم إلقاء المخلفات الورقية في الصناديق الخضراء، والمخلفات البلاستيكية والزجاجية والمعدنية في الصناديق الزرقاء، ومخلفات الأطعمة أو ما يطلق عليه المخلفات الحيوية في الصناديق السوداء.

وعرفت السريرية إعادة التدوير بأنّها عملية إعادة استخدام المخلفات لإنتاج منتجات أخرى ذات جدوى اقتصادية وتقلل من حجم النفايات.

الجدوى الاقتصادية

وتشير تقارير اقتصادية إلى جدوى استخدام تكنولوجيا الاسترجاع الحراري المعمول بها في العديد من الدول خاصة اليابان بقصد التخلص الآمن من المخلفات الخطرة سواء كانت صلبة أو سائلة فضلا عن مخلفات المستشفيات، ومخلفات الصرف الصحي والصناعي، وذلك عن طريق حرق هذه المخلفات تحت ظروف تشغيل معينة مثل درجة الحرارة ومدة الاحتراق وذلك للتحكم في الانبعاثات ومدى مطابقتها لقوانين البيئة، وتتميز هذه الطريقة بالتخلص من 90% من المواد الصلبة، وتحويلها إلى طاقة حرارية يمكن استغلالها في العمليات الصناعية أو توليد البخار أو الطاقة الكهربية.

ووصفت عملية تدوير الورق بأنها اقتصادية من الدرجة الأولى، فبحسب الإحصائية الصادرة من وكالة حماية البيئة الأمريكية فإنّ إنتاج طن واحد من الورق بنسبة 100% من مخلفات ورقية سوف يوفر (4100 كيلو وات/ ساعة) طاقة، وكذلك سيوفر 28 مترًا مكعبًا من المياه، بالإضافة إلى نقص في التلوث الهوائي الناتج بمقدار 24 كجم من الملوثات الهوائية ورغم ذلك فإنّه يتم في الولايات المتحدة الأمريكية إعادة تدوير 20.9 طنا ورقيا في السنة فقط مقابل 52.4 طنًّا من الورق يتم التخلص منها دون إعادة تدوير.

أمّا عن تدوير البلاستيك فيتم أولا من خلال غسل البلاستيك بمادة الصودا الكاوية المضاف إليها الماء الساخن ثم يتم تكسير البلاستيك الجاف وإعادة استخدامه في صنع مشابك الغسيل، والشماعات، وخراطيم الكهرباء البلاستيكية، ولا ينصح باستخدام مخلفات البلاستيك في إنتاج منتجات تتفاعل مع المواد الغذائية. أما بلاستيك الأكياس فيتم إعادة بلورته في ماكينات البلورة

ويعد تدوير المخلفات المعدنية من العمليات ذات المرود الاقتصادي الجيد مثل إعادة تدوير الألومنيوم والصلب الذي يصهر في مسابك الحديد ومسابك الألومنيوم، ويعد الصلب من المخلفات التي يمكن إعادة تدويرها بنسبة 100%، ولعدد لا نهائي من المرات، وتحتاج عملية إعادة تدوير الصلب لطاقة أقل من الطاقة اللازمة لاستخراجه من السبائك، أمّا تكاليف إعادة تدوير الألومنيوم فإنّها تمثل 20% فقط من تكاليف تصنيعه ما يحقق البعد الاقتصادي، وتحتاج عملية إعادة تدوير الألومنيوم إلى 5% فقط من الطاقة اللازمة وهو أمر يحقق الهدف البيئي.

كما يمكن الحصول على السماد العضوي من خلال إعادة تدوير المخلفات الحيوية وبقايا الأطعمة وناتج تقليم الأشجار والحقول.

إحصاءات وأرقام

وتظهر إحصائيات أنّ المواد المُعاد تدويرُها في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تدر ما يقارب سبعة مليارات دولار أمريكي.

وبحسب ما أفادت تقارير أنّ ألمانيا تتصدر الدول الأكثر تدويرا للنفايات بنسبة تصل إلى 65% أمّا نسبة التدوير في كوريا الجنوبية فبلغت 59%، إثر إطلاق مشروع وطني في أواخر التسعينيات، أمّا سلوفينيا والنمسا فبلغت نسبة التدوير فيهما إلى 58%، بينما بلغت بلجيكا نسبة 55%، سويسرا بنسبة51% السويد، وهولندا بنسبة 50%، ولوكسمبورج بنسبة 48%، وآيسلندا بنسبة 45% والدنمارك 44% وإنجلترا 42%.

تعليق عبر الفيس بوك