تقرير أمريكي يكشف صراع "الكونجرس" وترامب حول خاشقجي واليمن

 

ترجمة- رنا عبد الحكيم

اعتبر تقرير نشرته مجلة فورن بوليسي أن تصويت مجلس النواب الأمريكي "الكونجرس" على إنهاء التدخل العسكري الأمريكي في الحرب الأهلية الدموية في اليمن، يمثل إجراء تاريخيا، لكنه يمهد الطريق للمواجهة بين البيت الأبيض وكابيتول هيل حول قدرة الرئيس على شن الحروب دون موافقة الكونجرس.

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يقر فيها كل من مجلسي النواب والشيوخ، التشريع الذي يستند إلى قرار قانون صلاحيات الحرب الصادر في حقبة السبعينيات، فيما بدا أنه إعادة تأكيد لدور الكونجرس في الحروب الأمريكية في الخارج. وتتوجه الأنظار الآن إلى مكتب الرئيس دونالد ترامب؛ حيث يتوقع معظم المسؤولين أن يستخدم الرئيس حق النقض "فيتو".

وحظي القرار بموافقة 247 نائباً مقابل رفض 175، وذلك بعدما انضم 16 نائباً من الحزب الجمهوري إلى الأغلبية الديمقراطية في دعم الاستخدام النادر لقانون صلاحيات الحرب، الذي يحد من قدرة الرئيس على إرسال قوات إلى الحروب.

وفي حين أن التصويت يمثل توبيخًا سياسيًا هامًا لترامب، فإنه لا يزال من غير الواضح ما هو تأثير تمرير القرار على الوضع في اليمن، حيث تكافح الأمم المتحدة من أجل تنفيذ اتفاق سلام هش توسطت فيه بين الأطراف المتحاربة في ديسمبر 2018.

وفي واشنطن، أصبح الحديث عن دور الولايات المتحدة في الصراع اليمني جزءًا من المناقشات السياسية الأوسع حول علاقة ترامب الوثيقة مع المملكة العربية السعودية بعد دور الرياض في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وقدرة الحكومة غير المقيدة على شن حرب دون موافقة الكونجرس.

وقال السناتور المستقل بيرني ساندرز والنائب الديمقراطي رو خانا إن مجلس النواب الأمريكي اتخذ موقفا واضحا ضد الحرب والمجاعة من خلال التصويت لإنهاء "تواطؤنا في الحرب في اليمن" وكلا السناتورين أبطال شاركا في الضغط التشريعي لإنهاء تدخل الولايات المتحدة في اليمن. وأضافا: "أخيرًا، استرد الكونجرس الأمريكي سلطته الدستورية على المسائل المتعلقة بالحرب والسلام".

وعلى الجانب الأخر عارض النائب مايكل ماكول، وهو أبرز جمهوري في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، مشروع القانون، بحجة أن الاحتجاج بقرار قانون صلاحيات الحرب لم يكن مناسباً، لأن وزارة الدفاع "بنتاجون" قد صرحت أن القوات الأمريكية لا تشارك في الأعمال العدائية في اليمن. وأضاف ماكول "هذا القرار لا يقدم شيئًا لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن. أنتم لا تفعلون شيئاً لتأمين العدالة للميتة الشنيعة للصحفي جمال خاشقجي. إنه حتى لا يتخذ قرارات حقيقية بشأن المساعدات الأمنية الأمريكية للسعودية".

ومنذ شهور، انخرط المشرعون وإدارة ترامب في مناقشات حادة حول ما إذا كان يجب على الجيش الأمريكي مواصلة دعم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن في قتاله مع جماعة أنصار الله باليمن. وتتركز القضية على الخسائر الإنسانية المدمرة للنزاع؛ حيث يواجه نصف السكان، أي 14 مليون شخص، خطر المجاعة، ويحتاج حوالي 22 مليون يمنيا للمساعدة الإنسانية. فيما بات اليمن الآن أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

تعليق عبر الفيس بوك