"الحياة من دوني" لعائشة البصري رواية الجسد في سوق الحرب (3 م- 3)


أ.د/ يوسف حطّيني| ناقد وأديب فلسطيني بجامعة الإمارات
رابعاً ـ لغة الحرب: الأسلاف في مواجهة الموت والاغتصاب:
تحفل لغة رواية "الحياة من دوني" بإيقاعات الحرب والموت والاغتصاب، وتحاول أن تحتمي بالماضي والمقدّس في مواجهة آثارها المأساوية. ويستطيع القارئ أن يلمس ذلك الفزع إلى العادات والطقوس، والشخصيات التي تمثلها من مثل الأم والجدة؛ فالجدات في الحرب يخضن حرب الكلام لطرد الخوف من قلوب الصغار: "في الليل تتسلّم الجدّاتُ قيادة حروب أخرى.. الكلام الشفوي ليس كالكلام الموثّق. لهذا تجد الحكايةُ دائماً سارداتٍ أخريات يختلفن فقط في بعض التفاصيل الصغيرة. الجدّات ذاكرة الحروب السابقة يتقنّ الحكي في ليالي الرعب الطويلة"، ص59. والأمهات يلذن بالصلاة، على نحو ما فعلت والدة التوأمين بعد وفاة الأب، تقول جين مي: "لاذت والدتي بالبيت لا تغادره، وأكثرت من الصلاة. أسمعها تطلب الرحمة من السماء: يا الله لقد دُمّر عالمك الجميل، فاصنع لنا عالماً آخر، فقط من أجل الأطفال الأبرياء"، ص118، وقد توافقت هذه الرؤية التي تحكم المجتمع عامة مع رؤية جين مي، بعكس قوتشين التي لم ترَ في الآلهة والطقوس ما يغريها، حتى إنها لم تكن تشارك في "احتفالية أولامبانا، اليوم الذي تفتح فيه أبواب العالم الآخر؛ ليزور الموتى أقرباءهم الأحياء"، ص81.
أمّا محمد الشاب المغربي الهارب من ذاكرة الحرب فإنه يفزع إلى طقوس بلاده وقوانينها وعاداتها؛ إذ يريد أن يودّع الحرب بالاستناد إلى سلام تحققه رؤيته/ ورؤية مجتمعه الإسلامي للعالم. من أجل ذلك يوضح لقوتشين في الطريق من فرنسا إلى طنجة أنهما ذاهبان إلى بلاد لا خمرة فيها، للناس كما يقول القرآن الكريم، وللنساء كما يقول المجتمع: "ملأ كأسي، وبلهجة لم أعهدها فيه أخبرني: هذا هو خمرك الأخير. هناك، وأشار في اتجاه الجنوب، ممنوع على المرأة أن تشرب الخمر"، ص151.
وتصبح الأسطورة في مجتمع مثل المجتمع الصيني الذي تطحنه رحى الحرب ملاذاً آخر، يبحث الناس عن بطل إيجابي، على نحو ما نرى في الأسطورة التي تحكيها الجدة عن عشر شموس كانت تحيط بالأرض وتحرق المحاصيل، إلى أن جاء رامٍ ماهر اسمه هاوْ وي، فأسقط تسع شموس وترك واحدة،؛ لتضيئ نهار الكون، وتدفّئ الناس، فقرر الملك مكافأته بتزويجه ابنته تشانغ، وإهداء حبتي الخلود له، ولتشانغ في رأس السنة الجديدة حتى يقضيا حياة خالدة. وفي رأس السنة هجم أحد تلاميذ هاو وي على زوجة معلمه، وأجبرها على ابتلاع الحبتين، فلم تتمكن من البقاء بين الناس، ولا أن تصعد إلى مرتبة الخلود، وبقيت بين السماء والأرض معلقة، واختارت القمر كي تسكن فيه، بينما بقي حبيبها هاو وي يتطلع نحو القمر. ص ص 45ـ46.
ولكن هل كانت هذه الحكايات والطقوس والأساطير قادرة على مواجهة الإيقاعات الماساوية التي فرضها الغزو؟
الخيار الفني الذي تقدّمه عائشة البصري لا يتيح لتلك الأوابد المحكية أن تنتصر على الحرب؛ وأنّى لها ان تفعل ذلك، والحرب تطحن العظم واللحم، والغاية من هذا السرد أن يلفت الأنظار إلى الويلات التي ينبغي تظهيرها، وفي المقدمة منها: الويلات التي عانت منها النساء.
وتمكن الإشارة هنا إلى ثلاثة إيقاعات أساسية قرّعت آذان القارئ بلا هوادة، كان أقواها إيقاع الاغتصاب الذي طغى على إيقاع الحرب ذاته، بالإضافة إلى إيقاع الموت الذي كان أقلّ حضوراً؛ لأنّ  الاغتصاب وفق رؤية الرواية أصعب من الموت، فهو موت من نوع آخر، وهو يجعل الموت أفضل منه في كثير من الأحيان؛ لذلك كانت الفتيات يعملن على إخفاء أنوثتهن، ورغم ذلك لا يسلمن من الاغتصاب:
•    "كان التدريب قاسياً على إخفاء أنوثتنا، لدرجة أننا فقدانها نهائياً بعد الحرب"، ص112".
•    "الخوف من الاغتصاب كان أكثر من الخوف من الموت، الاغتصاب موت بطيء للمراة، حينذاك يُدفن الجسد في مقبرة النسيان والإهمال. من سيتزوج امرأة مغتصبة مهما كانت وطنيته؟ ومن ستكون لها الشجاعة لتتزوج وتحبل وتلد بعدما تعرضت له من وحشية"، ص112.
من هنا يبدو منطقياً أن تُقْدِم المرأة المسملة (عائشة) على الانتحار، بعد أن تتعرض للاغتصاب على الرغم من أن الانتحار أمر يحرّمه الإسلام، ذلك أن اغتصابها أمام زوجها لن يجعلهما قادرين على النظر إلى بعضهما أبداً:
"كانت الجارة عائشة امرأة جميل جداً، أنجبت ثلاث بنات آية في الجمال. فكنّ، هي والبنات، من أوائل ضحايا الاغتصاب حين دخل الجيش الياباني إلى القرية. اغتُصبت أمام زوجها، فألقت بجسدها المدنّس في النهر. واختفت البنات الثلاث وسط فوضى الحرب"، ص43.
لقد اغتُصبت جين مي (ليلة مقتل العسكري الياباني على يد عشيق قوتشين)؛ إذ وجدتها فاقدة الوعي، ممزقة الثياب، وكانت تدرك تماماً أن اغتصاب الأرض والعرض أمران متلازمان؛ فالغزاة كما تقول "غزوا الوطن وأجسادنا نحن النساء، بالمعنى الديني، دنّسوا الأرض، ودنّسوا الجسد. اعتبروا أجسادنا غنيمة حرب، فعانينا من احتلال مزدوج"، ص52.
ويمكن أيضاً أن نشير إلى حكاية أخرى من حكايات الاغتصاب المؤلمة التي عانتها صديقة من صديقات جين مي وقوتشتن، وهي حكاية تسردها جين مي؛ إذ تتعرض هذه الصديقة للاغتصاب دون أن تقاوم، وتبقى عيناها مفتوحتين من الفزع، وتكون النتيجة أن تُغتصب بشراسة، وأن تقتل أمها التي تصرخ، وقطها الذي يموء استنكاراً:
"نظرات القط كشاهد على الجريمة، ومواؤه المسعور، أزعج العسكري. بعصبية قام عن جسدي وأفرغ مسدسه في جسد القط، قبل أن يستانف اغتصابه. في تلك اللحظة بالذات سمعتُ طلقة رصاص في الغرفة الأخرى. قتلُوا أمي، وقُتل القطّ نيابة عنّي"، ص115
وثمة فتاة اسمها وي جو تعرضت لحادثة اغتصاب أكثر ألماً، لأنّ الخديعة كانت عنصراً فاعلاً فيها، ولأنّ المستقبل (الطفل) كان ضائعاً ضياع وي جو ذاتها:
•    "كانت وي جو صبية جميلة تلفت الأنظار. تودد لها جندي أمريكي، استدرجها إلى العنبر، لتجد شخصين آخرين في الانتظار، فرنسي وإنجليزي يسكران بالساكي، فكانت عملية اغتصاب جماعي"، ص186.
•    "لا تعرف وي جو إن كانت الدماء التي تجري في عروق ابنها أمريكية أو فرنسية أو إنجليزية"، ص186.
وشغل إيقاع الموت حيّزاً لا بأس به من الإيقاع الروائي، وميزة هذا الإيقاع ولعه بالجانبين المادي والفلسفي، وتوزعه بين الساردات الثلاث. وعلى الرغم من أن الساردة الخارجية لم تشغل فضاءً طباعياً معتبراً فإن تكرارها للفكرة جعل منها مشاركاً فعالاً في هذا الإيقاع.
تلك الساردة التي انشغلت بفكرة مصير الإنسان بعد الموت إلى درجة جعلت أقرباءها يتطيرون منها، ويلقبونها بالخفاش تقلق على مصير الجثث، وتقارن بين تعامل الحضارات المختلفة مع الجثث من الدفن إلى الحرق إلى تعليقها على أغصان الأشجار...إلخ، وتتخيل للمستقبل "سيناريوهات مرعبة، كأن يستيقظ شخص ما، ويجد أن والدته قد فارقت الحياة، يقبّلها على الجبين، ويرمي الجثة في حاوية الأزبال في ناصية الشارع، أو يحتفظ بها في مجمّد البيت ريثما يأتي دورها في الدفن"، ص10.
وإنّ عدم موت الساردتين الأساسيتين بسبب الحرب كان خياراً فنياً صائباً، لتكونا شاهدة عليها، فقد حاصرهما الموت من كل جانب؛ وتركهما تسردان ويلاته؛ لتموتا من ثمّ كلٌ بطريقة مختلفة: جين مي تموت بسرطان الرئة، بينما تضع قوتشين حداً لحياتها بعد أن ملّت العيش.  تتساءل جين مي في قرية جسر تشو لانغ: "من أين سيأتي الموت هذه المرة؟ هل سيصعد من الأرض؟ هل سيهطل صبيباً من السماء؟ الهواء خانق والطائرات لم تترك حتى فسحة لطائر الكركي؛ ليمدّ جناحيه. المخابئ أصبحت خائفة على خائفيها"، ص ص 58ـ 59.
أما قوتشين فتتحدث عن المفارقات التي عاشتها فيما يتعلّق بالموت والحياة، بعد أن شهدت حربين، وكادت أن تشهد حرباً ثالثة:
•    "عشت عمراً طويلاً، أكثر مما أردتُ، عمراً كافياً لدفن كلّ أحبتي وأصدقائي. فمن مفارقات حياتي أن الموت الذي كان يحوم حولي كثيراً في صبي وشبابي لم يقترب مني ولا مرة بعد الثلاثين"، ص28.
•    "لن يكون موتي بقصور من جسدي. ستلفظني الحياة فقط لأنني أطلت الإقامة فيها. أتمنى ألا يرتبط تاريخ موتي، كما ولادتي، بحرب عالمية أخرى"، ص28.
وقبل الخوض في إيقاعات الحرب التي تغص بها الرواية لا بد لنا من التأكيد على مقولة جين مي؛ إذ "لا أحد يظلّ سوياً في الحرب"، ص118؛ إذ تتغير النظرة إلى الأشخاص  والأشياء والعادات، وربما يألف الناسُ الحربَ، "كما يألف الجسم السقم [على رأي الكواكبي في طبائع الاستبداد] فلا تلذّ  له العافية". تتساءل قوتشين بعد وصولها إلى المغرب: "هل سئمتُ من اللاحرب؟ من تكبيرات السلام المتدفقة من المآذن في سكون الليل؟"، ص166. وأما جين مي فتتساءل عما يمكن أن يفعله المرء في حالة اللاحرب: "بعد طرد العدوّ الياباني طُرِح السؤال: ماذا سنفعل بلا حرب، بلا طائرات وقنابل؟ "، ص201.
لقد غيّرت الحرب كلّ شيء، حولت الملاكين الكبار والصغار إلى فقراء، ولم تفعل العكس، كما حوّلت تجارها إلى أثرياء، يتاجرون بالسلاح والأعضاء والآلام. تحكي جين مي عن أسرتها في قرية جسر تشولانغ: "لم نكن فقراء، كنا من الملاكين الصغار، يملك والدي قطعة من الأرض ورثها عن أجداده، ووالدتي تخبّئ في صندوقها ثلاث قطع من الحرير الفاخر، مخازننا مملوءة، ونار مطبخنا تشعل كلّ يوم قبل أن تأتي الحرب وتساوي بين الجميع"، ص44.
وفي الحرب تتغير النظرة إلى البيت؛ فالبيت الذي كان لم يعد متاحاً، والحرب تحول الناس إلى فلاسفة. سألت جين مي أباها في اثناء الرحيل عن جسر تشو لانغ "أبي متى سنعود إلى البيت؟" فأجابها: "البيت هو نحن مجتمعين. حيثما تكون العائلة يكون البيت [كذا في الأصل]"، ص30.
الحرب تغيّر المشاعر أيضاً، وفيها تنمو الغرائز وتزداد الوحشية؛ فيونغ شقيق الأختين، من امرأة المدينة التي عرفها أباهما، كان في طفولته يصطاد عصافير الدوري ويعلقها من عنقها بخيط الحرير، ويراقبها وهي تصارع الموت، ""تلك الرغبة في القتل التي ستعمّقها الحرب فيما بعد؛ ليصبح أكثر شراسة وأكثر تعطشاً للدم، كبعض شباب القرية الذين تحولوا إلى قتَلة بذريعة الحرب"، ص75.
أما الأم والأب وجين مي وقوتشين وكثيرون فقد فقدوا القدرة على البكاء، ولم يعد منظر الدم والدمار والأعضاء المبتورة والبديلة يثير رعبهم؛ فقد عملت جين مي، وهي في الرابعة والعشرين، في محل بيع الأعضاء البديلة، وجرّبتها على الزبائن بلا رعب. ولكن هذا بحد ذاته شيء مرعب: "شيء مرعب ولا إنساني تسرّب إلى دواخلنا وقتل مشاعر الخوف والتقزّز"، ص130. ويبدو هذا طبيعياً في الرؤية الشاملة للحرب التي شلّت مقدرة المجتمع على مزيد من الحزن: "لم نبكِ الفقيد، فقدنا الرغبة في البكاء. لم يعد أي حدث، مهما كان كارثياً، قادراً على إثارة دموعنا التي كنا في أمسّ الحاجة إليها حتى لا نفقد عقولنا"، ص118.
وفي الحرب تختلف النظرة إلى العدو، ويبتدل، فقد يحدث في أوجها "أن تعشق عدوّك. تكفي نظرة واحدة إلى عينيه؛ ليولد تآلف إنساني، ورغبة في الحب، حب خارج السياق، في لحظة وجيزة بين عدوّين"، ص33. ويمكن أيضاً أن تقاتل أخاك، عندما لا تجد من تقاتله، على طريقة الشاعر العربي: "وأحياناً على بكرٍ أخينا.. إذا ما لم نجد إلا أخانا"، فحين تنتهي حرب الأعداء تبدأ حرب الإخوة شوقاً إلى العراك أو لهفةً إلى شهوة الدم أو تسابقاً إلى نفوذ أو غنيمة:
•    "في مطلع عام 1946 كانت حرب الأعداء قد أشرفت على نهايتها لتبدأ حرب الإخوة"، ص93.
•    "في الكثير من الأحيان تندلع معارك شرسة بالسلاح الأبيض بين الصينيين أنفسهم، يشارك فيها مقاتلون لا يعرفون لماذا ولصالح من يقاتلون"، ص61.
كما تتزعزع اليقينيات، وتختلف المواقف من الأشخاص، ويمكن للحرب أن تغير نظرة المجتمع إلى المجرمين، وتمنحهم صفات البطولة، فعلى الرغم من أن يونغ كان قاسياً وفظّاً وقاتلاً، إلا أنه يتحوّل بفعل الحرب، وفقاً لما يقوله أحد الرهبان جندياً: "لقد كنتم قطّاع طرق، والآن أصبحتم جنوداً. بدماء الغزاة غسلتم دماء أبرياء لطّخت أيديكم، فاذهبوا بسلام"، ص51.
أما اليقينيات فتتحول إلى عكسها، بفعل الغضب، إذ يصل المرء تحت وابل القصف إلى مواقف مليئة بالتحدي، لا يجرؤ على إعلانها أيام السلم: "لا أحد في السماء، وتأكّد لي ذلك خلال الحرب. لو كان هناك إله يحرسنا في السماء لمنع تساقط القنابل على بيوتنا وأجسادنا الضعيفة"، ص40.
لقد أثرت الحرب تأثيراً بالغاً على الجميع، وكان الجندي المغربي (محمد) أحد ضحاياها الذين يعد موتهم صرخة مدوية ضدها. لقد مات بعد أن عاني كثيراً من الهلوسات: "كنا من جميع المستعمرات بيضاً وسوداً لم نكن نختلف عن عن خيول مسرجة. ألبسونا بذلة عسكرية، وأعطونا بندقية ريمغتون وحزاماً من الرصاص. ووضعونا في مواجهة العدو"، ص152.
عاش محمد التجربة الأكثر مرارة، فالصينيون  والفيتناميون يحاربون دفاعاً عن وطنهم، واليابانيون والفرنسيون والإنكليز يغزون؛ ليوسعوا نفوذ دولهم، أما محمد فقد كان يقاتل من أجل لا شيء، يقاتل نيابة عن الآخرين؛ ليحقق أحلام الآخرين، ليكون، ذاتَ مصادفتين، في مواجهة جنديين مغربيين، التحقا بالفيت مين ليقاتلا الفرنسيين، يتذكرهما فيجهش بالبكاء؛ حيث تردد في قتل الأول، ولكنه أطلق النار عليه حين ظهر قائد الكتيبة الفرنسي، والثاني كان بإمكانه أن يقتل محمداً، لكنه أطلق النار على ساقه وأخذه أسيراً. وهناك قصة ثالثة تعبّر عن تعاطف أحد المغاربة من الفيت مين معه؛ إذ ساعده على الفرار من الأسر. أي أن تجربته في مواجهة إخوانه لأجل الآخرين كانت قاتلة لنفسه؛ لأنه نال  عطف إخوته، على الرغم من أنه أسهم في قتلهم، خلال معارك ليس للمغاربة فيها ناقة ولا جمل.
وعلى الرغم من أن رائحة الحرب والدم أزكمت أنوفنا؛ فإن آخر مقطع في الرواية لقوتشين (قبل المقطع الختامي للساردة الخارجية) يحيل إلى احتمال حرب جديدة، ففي المطار الفرنسي، بينما تتجه عائدة إلى طنجة، تقع أحداث 11 سبتمبر 2001، فتقول:
"أيها السادة المشاهدون، صباحكم حرب.
مانهاتن مشتعلة.. ارتباك وحالة طوارئ في المطار الفرنسي.
سبب آخر لإشعال حروب أخرى في العالم"، ص257.
هي حرب جديدة إذاً، أو حروب جديدة، بينما تواظب الساردة الخارجية في السرد النهائي، على حرق البخور كل يوم جمعة، بجانب جرة جين مي، لأنها تدرك أن "الأموات ليسوا أمواتاً تماماً"، ص258، وتنتظر منها أن تسرد، ربما، حكاية حرب جديدة وحياة جديدة من دونها.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
هامش:
عائشة البصري: الحياة من دوني، مكتبة الدار العربية للكتاب، القاهرة، 2018.

 

تعليق عبر الفيس بوك