الملتقى يستشرف مستقبل "اقتصاد المدن الذكية" برعاية إعلامية من "الرؤية"

الحبسي: "ملتقى الدقم" يبرز جاهزية المنطقة الاقتصادية الخاصة لتطبيق تقنيات المدن الذكية

...
...
...
...

◄ الجابري: ضرورة الاستفادة من التجارب العالمية للاستثمار في تطوير المنظومات الذكية للمدن

◄ تطوير البُنى الأساسية للأنظمة الذكية عبر شراكات منتجة بين القطاعين العام والخاص

◄ "الدقم" تطلق تطبيقات ذكية على الهواتف لتفعيل التواصل مع المواطنين والزوار

◄ الجنيبي: السلطنة في مقدمة الوجهات الجاذبة على خارطة الاستثمار العالمي

◄ كينج: "الدقم" تحظى بميزة أساسية للاستفادة من أحدث تقنيات المدن الذكية

◄ "أوكسيدنتال": تدريب العمانيين بنظم الواقع الافتراضي في "مخيزنة"

◄ توقيع مذكرة تفاهم لتوفير حلول تقنية تجعل "الدقم" مدينة ذكية

 

 

 

رَعَى مَعَالي سُلطان بن سالم بن سعيد الحبسي نائب رئيس مجلس محافظي البنك المركزي العماني، افتتاحَ أعمال النسخةِ الرابعة من مُلتقى "الدُّقم.. المجتمع والاقتصاد"، تحت عنوان "اقتصاد المدن الذكية"؛ وذلك بمركز عُمان للمُؤتمرات والمعارض، وَسْط حضورٍ بارزٍ من المتخصصين والخبراء العالميين، وبرعاية إعلامية من جريدة "الرؤية".

وصرَّح مَعَالي سُلطان الحبسي بأنَّ الملتقى يُسهم في وَضْع رؤية واضحة للحلول المطلوبة للمدنِ الذكية، مشيرا إلى أنَّ هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصَّة بالدقم استهدفتْ مُنذ البداية تنفيذ بنية أساسية تأخذ في الحسبان استيعاب أغلب الحلول التي تحتاجها المدن الذكية في المستقبل. وأشار معاليه إلى أنَّ أغلب البنى الأساسية في الدقم اكتملتْ، مُعربا عن أمله في أن تكون جاهزية مدينة الدقم أحد عوامل الجذب للمستثمرين من داخل السلطنة وخارجها، لتصبح هذه المنطقة الواعدة قاطرة للتنمية الاقتصادية في السلطنة مُستقبلا.

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

تصوير/ راشد الكندي

 

 

وألقَى مَعَالي يحيى بن سعيد بن عبدالله الجابري رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، الكلمة الافتتاحية في الملتقى؛ قال خلالها: إنَّ الهيئة -وبالتعاون مع شركائها في غرفة تجارة وصناعة عمان فرع محافظة الوسطى- حرصتْ على اختيار موضوعات الملتقى وجلساته النقاشية بعناية فائقة، لتحقيق أقصى استفادة منه. وأشار معاليه إلى أن التطوّر الذي شهدته تقنية المعلومات والاتصالات خلال السنوات الماضية أسهم في إحداث نقلة نوعية عالمية لم تقتصر فقط على قطاع الاتصالات، وإنما شملت مختلف القطاعات الاقتصادية والحياة الاجتماعية، وأصبح التفوق فيها مفتاح النجاح والنمو الاقتصادي. وبين أن التجارب العالمية في مجال تطوير المدن الذكية المستدامة تكشف أهمية الدور المركزي الذي تحتله الحكومة في رسم السياسة العامة المتعلقة بتطوير البنية الأساسية لمنظومة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووضع الأُطر التشريعية والمؤسسية اللازمة لتنظيم الخدمات التي ترتبط بهما.

 

تجارب عالمية

ولفت الجابري إلى أهمية الاستفادة من هذه التجارب عبر الاستثمار في تطوير المنظومات الذكية، خصوصاً المتعلق منها بالبنية الأساسية، كشبكات الاتصال وخوادم الحاسوب ومجسَّات الاستشعار عن بعد، والبرمجيات، داعيا إلى ضرورة إنجاز هذه الأعمال على مراحل، وأن يؤخذ بعين الاعتبار متطلبات الجدوى والاستدامة المالية، ورفع الكفاءة الفنية وتحسين مستوى التنافسية. وأكد ضرورة تطوير البُنى الأساسية للأنظمة الذكية من خلال عقد شراكات منتجة بين القطاعين العام والخاص، بجانب الاستفادة من التراكمية في تطوير المنظومات المختلفة والتي تشمل خدمات الحكومة الإلكترونية، وأنظمة التخليص الجمركي، ونظام المجتمع المينائي، وأنظمة الرقابة والسيطرة الأمنية، وأنظمة رقابة نوعية الهواء ومصادر التلوث البحري.

وأكد الجابري أن هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تعمل على الاستفادة من تقنيات العصر الحديث في جعل الدقم مدينة ذكية توظّف هذه التقنيات لخدمة الحياة الاقتصادية والحياة العامة في المنطقة؛ لذلك عمدت الهيئة إلى تطوير نظام للمعلومات الجغرافية في المنطقة يتم من خلاله التحويل الرقمي، وأرشفة وتحليل كافة المعلومات الجغرافية، بما في ذلك المخططات التنظيمية، ومواقع التطوير المختلفة، وممرات البنية الأساسية كشبكات الطرق والكهرباء والمياه والاتصالات وتصريف مياه الأمطار. وتابع أنَّ الهيئة قامت بإطلاق تطبيقات ذكية على الهاتف المحمول لتفعيل التواصل بين الهيئة من جهة والمواطنين والزوار من جهة أخرى، ويشمل ذلك توفير معلومات عن الخدمات الحكومية والسياحية المقدمة في المنطقة، والإبلاغ عن الحوادث والحالات الطارئة، وإرسال التحذيرات وتعميمها. وأوضح أن الهيئة تعمل حالياً على استكمال العمل في محركات النمو الأساسية بالدقم كميناء الدقم، وميناء الصيد، والطرق الرئيسية التي تربط مختلف المناطق الاستثمارية بعضها ببعض، مشيرا إلى أن افتتاح مطار الدقم سيسهم في النمو الذي تشهده المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

وقال معاليه: إن السعي لتوظيف التقنيات الحديثة في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالدقم، سوف يسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات إلى المنطقة التي نعمل على جعلها خيارًا أساسيًّا للمستثمرين من السلطنة والخارج، مشيدا بدور الاستثمارات الحكومية واستثمارات القطاع الخاص المحلي والأجنبي ومبادراتها في إنشاء مشاريع ذات قيمة اقتصادية عالية حاليا كمصفاة الدقم، والمحطة المتكاملة للكهرباء والمياه، والمدينة الصناعية الصينية العمانية، ومشروع تصنيع الحافلات الذي يقام بشراكة إستراتيجية بين السلطنة ودولة قطر الشقيقة، ومصفاة إنتاج زيت الخروع لشركة سيباسك عمان.

 

تطورات اقتصادية

وألقى الدكتور سالم بن سليم بن صالح الجنيبي نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان للشؤون الاقتصادية والفروع رئيس فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الوسطي، ورئيس اللجنة المنظمة للملتقى، كلمة؛ أوضح فيها أنَّ ملتقى الدقم الرابع يهدف لمواكبة التطورات الاقتصادية في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم، ولتعزيز التكنولوجيا في تطوير أداء قطاع الأعمال، وإيجاد فرص استثمارية واعدة في صناعة الابتكارات والحلول الذكية.

وأشار إلى أن الخطط الطموحة التي تعمل عليها السلطنة في تعزيز مكانتها لتكون مركزا محوريا في استقطاب الاستثمارات العالمية في مختلف المجالات، خاصة مجال اللوجستيات والتعدين والسياحة والثروة السمكية، بدأت تؤتي ثمارها، وبدأت تلامس أرض الواقع؛ وبالفعل أصبحتْ السلطنة هي المقصد الأول الذي يضعه المستثمرون على خارطة استثماراتهم العالمية؛ وذلك لما تمتاز به السلطنة من موقع إستراتيجي وما تزخر به من مقومات طبيعية، وما تمتاز به من قوانين وحوافز تحفظ للمستثمرين رؤوس أموالهم ومكانتهم، مؤكدا أن هيئة الدقم تعمل بجد بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية بالسلطنة على التطوير المستمر؛ لذلك فإنَّ مشهد الدقم اليوم يختلف عمَّا كان عليه قبل عشر سنوات، وسيكون مختلفا تمامًا بعد عشر سنوات مقبلة. وقال الجنيبي إن غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الوسطى قامت وفق برامج مدروسة متعددة للارتقاء والتطوير بمفاهيم تتواكب مع مكانة الدقم الاقتصادية العالمية بالتواصل مع رجال الأعمال بالمحافظة، وعقد الندوات والدورات، وإطلاعهم على التطور السريع في الدقم، مع زيارات مكثفه لعدد من دول العالم للاطلاع على النشاطات التجارية والصناعية لفتح آفاق نحو التطوير الصناعي والاقتصادي.

وجاءتْ الكلمة الرئيسية لضيف المنتدى لتضيء أبرز التقنيات التي من شأنها إفادة التنمية للمنطقة ككل وفي جميع أنشطتها الاستثمارية، وخلالها، قال بريت كينج المؤسس والمدير التنفيذي لشركة موفن الأمريكية: إنَّ لدى الدقم أفضلية عن غيرها من المدن من حيث كونها مدينة حديثة قابلة لاستيعاب بُنى تحتية يحتاج إليها مستقبلا في تطوير أداء الخدمات والتواصل وسرعة استيعاب احتياجات التطور التقني المذهل، واستعرض كينج التفاصيل التي تتواكب مع تبني التقنيات الحديثة وما تحتاجه من تشريعات مرنة وفي نفس الوقت الاستعدادات التي يجب اتخاذها للآثار الجانبية للتقنيات الحديثة التي تتضمن فقد بعض الوظائف مع إيجاد وظائف جديدة غير تقليدية.

وألقى ساندي لوي نائب الرئيس التنفيذي شركة أوكسيدنتال ورئيس مجلس إدارة الشرق الأوسط: إن الشركة تستخدم أحدث التقنيات الرقمية في عملية استخراج النفط خاصة في مناطق الامتياز تحت إدارتها، وإن تلك التقنيات تعتبر جزءا من خطة تحول الشركة نحو التحول إلى الذكاء الاصطناعي في جميع عملياتها. وأضاف أن شركة أوكسيدنتال لديها 3 مراكز تدريبية تقوم بتدريب العاملين بها وحديثي التخرج على عمليات استخراج النفط بتقنية الواقع الافتراضي للعمل في حقل مخيزنة؛ بما يعزز جوانب الأمان والسلامة والتكلفة في جميع العمليات.

وعلى هامش الملتقى، وقعت شركة عمان لتطوير المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم "تطوير الدقم" والشركة العمانية للاتصالات "عمانتل" مذكرة تفاهم؛ تنصُّ على توفير حلول تقنية لجعل الدقم مدينة ذكية. ووقع مذكرة التفاهم من جانب شركة تطوير الدقم سالم بن ياسر السليماني الرئيس التنفيذي للشركة، فيما وقع المذكرة نيابة عن "عمانتل" طلال بن سعيد المعمري الرئيس التنفيذي للشركة.

ووفقا لمذكرة التفاهم، ستقوم الشركتان بتحديد ما تحتاجه المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من حلول تقنية تتوافق مع متطلبات المدن الذكية للبدء في تنفيذها. وتستهدف المذكرة إنشاء مجتمع ذكي على اتصال دائم بتقنية المعلومات، وتوفير تجربة ذكية متكاملة للمقيمين في الدقم والمستثمرين والزوار، وتشجيع المجتمع على استخدام الحلول الذكية، مع التركيز على ما تحتاجه المنشآت الحالية والمستقبلية من حلول تتوافق مع متطلبات المدن الذكية، وبما يُسهم في تعزيز الأصول الموجودة في الدقم.

تعليق عبر الفيس بوك