أَبَيتُ لنفسي أَنْ تَكِلَّ ذليلةً


د. صالح الفهدي | سلطنة عُمان

سعيتُ ولي في السَّعيِ أَمْراً أَعُدُّهُ
عَتادَ امْرِئٍ يُعْلِي مِنَ الْجُهْدِ مَجْدَهُ
//
ومَنْ يَطلُبُ الْعلياءَ في هِمَّةٍ؛ عَلَتْ
بِهِ عِزَّةُ تغنيهِ، إِنْ جَدَّ جِدُّهُ
//
أيحسبُ أنَّ الدَّرْبَ مَنْ سارَ لِلْعُلَا
بِساطاً مِنَ الْأزهارِ يمتدُّ عِقْدُهُ؟!
//
وأنَّ الذي يقضي سحابةَ يومِهِ
مُجِدّاً؛ يُرِيحُ الحِقْدُ والْغِلُّ زَنْدَهُ؟!
//
فَحَسْبُكَ إِنْ يُغْنِيكَ عَيْشُكَ ترتضي
هَواناً، وَإِنْ تَجْهَدْ؛ فَجُهْدُكَ سَعْدُهُ
//
"وَفي النَّاسِ مَنْ يَرضَى بِمَيْسورِ عَيْشِهِ
وَمَركوبُهُ رِجْلَاهُ وَالثَّوبُ جِلدُهُ
//
وَلَكِنَّ قَلْباً بَينَ جَنبَيَّ ما لَهُ
مَدًى يَنتِهي بِي في مُرادٍ أَحُدُّهُ"
//
أَبَيتُ لنفسي أَنْ تَكِلَّ ذليلةً
لِكُلِّ هجينٍ، يَنْفُثُ السُّمَّ حِقْدُهُ
//
فَمَا يَسْلَمُ الإنسانُ في كُلِّ أَمْرِهِ
لِكُلِّ خصيمٍ حيثُمَا كانَ قصدُهُ
//
فليسَ سِوَى أَنْ يَحزِمَ الأَمْرَ كُلَّمَا
مضى قُدُماً كالسَّيْفِ يَبْرُقُ حَدُّهُ
//
فَمَا خَلَّدَ الدَّهْرُ الْخُصُومَ وَإنَّمَا؛
أَنَالَ الَّذِي يَسْعَى إلى الْمَجْدِ حَمْدُهُ

 

تعليق عبر الفيس بوك