هل نرى التصويت الإلكتروني في انتخابات الشورى القادمة؟

سالم بن لبخيت كشوب

تنطلق هذا العام انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة وسط استعداد وتجهيز سواءً من قبل الجهات المشرفة والمعنية بالانتخابات أو الأشخاص الراغبين في الدخول إلى غمار هذه الانتخابات ممن تنطبق عليهم الشروط والضوابط المعمول بها في هذه التجربة الديمقراطية الفريدة من نوعها في السلطنة.

وخلال الدورات السابقة لهذه التجربة لاحظنا تفاعلا خجولاً من قبل الجهات المعنية فيما يتعلق بالاستفادة من التقنيات الحديثة سواء قبل مرحلة التصويت أو أثناء التصويت والفرز ومقالنا اليوم يتكلم فيما يتعلق بيوم التصويت وفرز الأصوات والاعتماد على الجانب التقليدي وما يُصاحبه من استخدام الأوراق والأحبار وعدد كبير من المتطوعين للإشراف والمتابعة المستمرة لضمان حُسن أداء سير هذه الانتخابات، مما يؤدي إلى استنزاف موارد مالية وجهد كبير بالإمكان التقليل منه بالاستفادة من التطورات الحاصلة في مجال تقنية المعلومات وتقديم نموذج يحتذى به في الاستفادة من التقنيات الحديثة وتطبيقها على أرض الواقع.

الفكرة التي نتمنى أن تطبق خلال هذه الفترة التاسعة للانتخابات أو خلال الفترات القادمة ونحن نشهد حرصا كبيرا من قبل الحكومة على الاستخدام الإلكتروني لإنجاز العديد من الخدمات وحث مختلف الجهات والأفراد على تطبيق التقنية في مختلف المجالات سواء العمل أو مجالات الحياة المختلفة هي كمرحلة أولى استخدام التصويت الإلكتروني في الانتخابات لتحقيق العديد من الفوائد والمزايا مثل السرعة في إظهار النتائج وعرضها أولاً بأول، بدلاً من الانتظار لوقت متأخر ونقل صناديق الاقتراع إلى المراكز الرئيسية للفرز واستخدام الأسلوب اليدوي للفرز وبإمكان المواطنين العاملين والمقيمين خارج السلطنة من الإدلاء بأصواتهم يوم الانتخابات بدلاً من تقديمهم قبل يوم الانتخابات بمدة نظرا للاعتماد على العمل اليدوي في الانتخابات، ونقل صناديق الاقتراع وفرزها عبر اللجان المختصة داخل السلطنة إضافة إلى التقليل من التكلفة المترتبة على هذه الانتخابات من الاستعانة بعدد كبير من المتطوعين وما يصاحبه من متطلبات مكتبية وتغذية وإعاشة ونقل ومتطلبات أخرى يمكن التقليل منها بشكل كبير إضافة إلى بث الوعي لدى المواطنين بأهمية استخدام التقنيات الحديثة في كثير من المجالات في ظل توجه السلطنة نحو الحكومة الرقمية والتقليل من النمط التقليدي في إنجاز الكثير من المعاملات.

ومما لاشك فيه أن ما يساعد ويساهم في نجاح هذه الفكرة يعود من وجهة نظرنا بالدرجة الأولى إلى أن الشريحة العظمى من الفئة التي تشارك في هذا اليوم الوطني من الانتخابات هي فئة الشباب ممن يستخدمون التقنية في كثير من مجالات الحياة وبالتالي سيكون هناك تقبل كبير منهم لتطبيق هذه الفكرة ولن يشكل أي عائق لديهم وبالنسبة لفئة كبار السن وفي ظل توفير برنامج إلكتروني سهل وسلسل ومرن يوفر السهولة والدقة أثناء التصويت ويُوفر رقماً سرياً لكل ناخب في الشريحة الإلكترونية الموجودة في بطاقة الأحوال المدنية بحيث لا يستطيع أن يصوت أكثر من مرة مع أهمية إيجاد التشريع القانوني المنظم للتصويت الإلكتروني مع توفير الدعم الفني لتطبيق هذه التجربة والحد من وجود ثغرات أو اختراق أثناء مراحل التصويت والفرز الإلكتروني سيقلل من صعوبة تطبيق فئة كبار السن لهذه التقنية، مع أهمية إقامة الورش والمحاضرات التوعوية بأهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة وفوائدها المختلفة على الفرد ومختلف الجهات المطبقة لهذه التقنيات.

ختاماً نحن على يقين تام بحرص مختلف الجهات الحكومية والخاصة على الاستفادة من مختلف التطورات والتقنيات الموجودة والاستخدام الإيجابي لها في مختلف المجالات وتعزيز مكانة السلطنة في مجال الحكومة الإلكترونية والحرص على التوجه نحو التطبيق الرقمي للكثير من الأعمال والمهام وتوفير البيئة الملائمة المحفزة نحو التحول الرقمي بدلاً من الأسلوب اليدوي التقليدي وبالتالي توفير الجهد الوقت والتقليل من التكاليف مع المحافظة على جودة العمل والتميز في الإنتاجية.

 

 

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك