نشيد المجزرة " مسرحية غنائية "


د. ريم سليمان الخش | باريس

مسلم:
عبثٌ وجوديٌّ ورؤيا ضيّقةْ
برواية بدم الشعوب موثقةْ!
في مسرح الآلام كلّ لاعبٌ
والنازفون على تقى أو هرطقة!
نصّي بمسرحك اللعين حكاية
: إنْ لم تمت رشّا فحبل المشنقة !!!
أ وجوديَ الملغوم فجّر دربه ؟
أم أنّ دربا أومأت ليحققه !!؟

جون بول سارتر :
إنّي أراك على الشكوك مقلّبا
كمجادلٍ خاض النقاش وأرهقه !!
أ و مؤمنٌ كره انزياح نصوصه ؟

مسلم:
بل كافرٌ في كنه نصٍ أقلقه !!!
لستُ الذي يهوى اغتيال حروفه !
لكنني المسمار تحت المطرقة !!
كنتيجة للطرق تبدو مهجتي
-مستودع البارود جدا مُحْرقة!!
ماسلْمك المنشود إلا خدعة
بحضارة في سحقنا متزحلقة !!
قد شيّدت مدنا بعظم صغارنا
هي من أنين قلوبهم مُتخلّقة !
نيرون لا تركن لأقصى نشوةٍ
والآخرون رحى حروبٍ مزهقة !!!

جون بول سارتر:
(إنّ الجحيم همُ) وتلك ديانتي!

مسلم:
كلا ! فنارك بالأنا متعلّقة !!
والناس مرضى داؤهم من غلّهم
يتعايشون مع الذنوب الموبقة

جون بول سارتر:
كلّ يرى زهر النعيم بروضه
والآخرون جهنّمٌ لتحرّقه!!

مسلم:
أنا ما أتيت إلى الوجود مزلزلا !!
إني قصيدة عاشق متدفّقة!!
لكن بسندان الرزيلة معبدي!
والفأسُ قد سنَ الحديدَ ليطرقه!!
أيظنّ في سحقي وشرخ صوامعي
ستغيب شمس العارفين مخنّقة ؟!!
ماهيّتي مسكٌ وروحيَ هيكلي
هي في الشعاب جداولٌ مترقرقة
أنا مؤمن بالسلْم لكن عنوة
أنجرُ نحو صواعقٍ متزندقة!!

مسلم:
أتركتني بين النصوص معذّبا
وجلدتني بتكهناتٍ مُسبقة !
من أيّ حبرٍ مجحف قد صغتني!؟

جون بول سارتر:
اشطب وغيّر بالنصوص المرهقة !!
فالفن غيثٌ لايُقاسُ هطوله
بالأمس لكنْ مايُريد تحققه !!!!

مسلم:
والفن صرختنا بليلٍ عابثٍ
رسم الجراح على الدروب الضيّقة

جون بول سارتر:
لاشكَ دون الفن دربك قاحلٌ
والموحشات على مداك مطوّقة
والحب روض سعادة أزليّة
إذْ نستريح من الحياة الخانقة !!
فاشرب كؤوس مشاعرٍ جدليّة
واغمس جراحك في خمورَ معتّقة

ألبير كامو:
عبثٌ طريقك لا أخالك تهتدي!!
إلا وعنقك راضخٌ للمشنقة
كلّ الحياة بكنهها عبثيّةٌ
بتشككٍ عاينتها أم بالثقة!!!
ووميض فجرك كالسراب إذا بدا
مهما جريت مسارعا لن تلحقه
لا يطرب الصياد شدو مغرّدٍ
فلمَ الغناء لمَ الحروف مزقزقة؟؟

مسلم:
من أيّ لوح قد قرأت لأنني
لم أقتنع !! كل المعاني هرطقة!!
أ مدججٌ بالحب لكنْ عندما
ثار الرفاق تركتهم للمحرقة؟؟
وتودّ لو أنّي ثمار صداقة
وتبيعني لرحى حروبٍ مطبقة!!
فصداقة الجلاد آكبر خدعة
مثل الذي آخى طعونا مُطبقة !!

جون بول سارتر:
قد قال صدقا لا تلمه فلستَ ما
تُملي ولكنْ وقفة بك صادقة !!
وعلى الشعاع بأنْ يكون محلّقا
حرا من الأنواء حُرّا منطقه!!!

مسلم:
ماكلّ ماخطّ اليراع مجردا
فحياتنا بالموبقات مؤرقة !!

جون بول سارتر:
فاخرج عن النص الظلوم ولا تكن
(كُمْبَرْسَ) يقبلُ دوره كي يُطلقه!!
ماأقبح الصوت المحب لذلّه
هو للوحوش مناديا كي تمحقه!!

مسلم:
إنّي عشقتُ كرامتي وأردتني
صقرا أحلق والغيوم المغدقة !
لكنّ طلقة عابث قد أزهقت
حرّيتي فهوت أسى متمزقة
مازلت انتظر النهوض مجددا
فينيقَ أمضي والسماء مزقزقة
لي في الحياة قصيدة غزليّة
وبكلّ روضٍ للمشاعر زنبقة
سُفني ضيائي والشراع محبتي
حتى ولو كانت بحاري مغرقة
***
في هذه الأثناء يصدح منشدا
من فوق خشبة مسرح متشققة !!
صوتٌ يُغني للحياة بقوة
ويُجيد فلسفة الجمال المطلقة
لكنّ آلام المجازر هاهنا
يرتدُ صوت نشيده كي يخنقه!!

 

تعليق عبر الفيس بوك