بلدية مسقط تؤكد على دور المجتمع في المحافظة على النظافة والتصدي للعبث بالمرافق العامة

مسقط - الرؤية

تُوَاصِل بلدية مسقط العملَ على توفير الخدمات والمرافق التي تُقدِّمها للمقيمين والزوار، كما تعمل على إضفاء اللمسات الجمالية على محافظة مسقط؛ من خلال زيادة المسطحات الخضراء في الشوارع، وزراعة الأشجار والزهور والنباتات؛ حتى تكون هذه الأمكان مَقصِداً للتنزه والاستراحة، وممارسة الأنشطة البدنية المختلفة. وفي الوقت الذي تؤكد فيه البلدية على الاستمرار في تطوير هذه المرافق وتحسين الخدمات المرتبطة بها؛ فإنَّ الدور المجتمعي في استدامتها مهمٌّ أيضاً؛ من خلال المحافظة على هذه المرافق والممتلكات العامة وعدم العبث بها؛ وذلك أخذاً بالجوانب التوعوية والإرشادات التي تؤكد على هذا الأمر، وعدم تجاوز القوانين المنظِّمة للعمل البلدي، والتي يُؤمل من خلالها التقليل من العبث بالممتلكات العامة، والمحافظة على رونق وجمال المظهر العام للمدينة.

وفي هذا الصدد، قال أحمد بن سيف الحارثي رئيس قسم الاتصالات المساندة بالمديرية العامة لبلدية مسقط بالسيب: تلاحظ لدى القائمين على قطاع النظافة العامة في بلدية مسقط قيام بعض الأفراد بممارسات فردية لا تنمُّ عن الوعي الكامل بأهمية الحفاظ على المرافق العامة والمحافظة على النظافة؛ حيث تكثُر ظواهر العبث بالممتلكات والمرافق، وكذلك العبث بألعاب الأطفال، مع وجود تجاوزات تخالف القوانين والأنظمة التي تحرص البلدية على وضعها في اللوائح الإرشادية بالمتنزهات؛ حيث تكثر هذه الظواهر في أوقات الإجازات والعطل الرسمية؛ كرمي المخلفات في غير أماكنها المخصصة، وتكسير بعض المرافق العامة، والشوي على المسطحات الخضراء؛ الأمر الذي يُفقِد المكان رونقه، ويتسبب بعدم قدرة البعض على الاستمتاع في تلك الأماكن.

وأضاف الحارثي: تتمثل بعض الظواهر السلبية في قطف الزهور والنباتات أو المشي عليها؛ مما يعرضها للتلف، والعبث بالمماشي والممرات، وترك صنابير المياه مفتوحةً لدورات المياه في بعض الأماكن؛ مثل: شاطئ السيب، وموقع مواقف برج الصحوة، كما تتمثل أضرار العبث أيضاً في تكسير المصابيح بالمتنزهات، والكتابة على أعمدة الإنارة، ولصق الإعلانات الورقية عليها، أو العبث بالأسلاك الكهربائية، وكل هذه الأمور تشكل عبئًا إضافيًّا على البلدية؛ إذ إنَّ الأموال التي تخصص للمشاريع يُستنزف جزءٌ منها في التحسين وإصلاح الضرر العام.

وبدورها، قالت سعاد بنت سرور البلوشية: لا يُمكن لحملات النظافة والتوعية الميدانية أن تُسهِم وحدها في الحد من أشكال العبث؛ إذ يجب أولًا على المجتمع أن يعِي أهمية دوره في المحافظة على المشاريع القائمة كالمتنزهات مثلًا، وأن يسهم في استمراريتها من خلال التزامه بالمحافظة عليها، واستخدامها الاستخدام الأمثل الذي يضمن بقاءها له وللأجيال؛ لأن المشكلة تكمُن في أنَّ بعض الأفراد يمارسون العبث على اعتبار أن هذا المرفق أو المتنزه ليس جزءاً من ممتلكاتهم الشخصية، وأن هناك من سيعمل على تنظيفه أو تجميله باستمرار.

بينما يشير المصور الضوئي ناصر بن سالم الرزيقي، إلى أنَّ بقاء مشاريع تجميل المدينة وتطويرها لا يأتي من خلال جهود النظافة وحدها؛ إذ إن هذه الجهود لا يمكن أن تسهم في تحقيق نظافة البيئة دون تكاتف أفراد المجتمع مع القائمين على هذه المشاريع والعاملين عليها؛ فحرصهم على جعل مسقط نظيفة يسهم في دعم الجهود المستمرة ويقلل من أعباء الجهاز البلدي، ويوجه الجهود في أمور التحسين لمرافق حديثة المنشأ، فكل زاوية من زاويا مسقط لوحة حالمة للمصورين الفوتوغرافيين، وتستقطب عدسات الذين يبحثون عن مشاهد جميلة.

ويقول يونس بن محمد البوسعيدي: العبث لا يزال من الظواهر السلبية التي نُصادفها في بعض المتنزهات أو الأماكن العامة التي نقصدها للتنزه في محافظة مسقط، كما يتبيَّن أن هذه الظواهر يجمع على وجودها بعض أفراد المجتمع، والذين يشتكون كذلك من تراكم المخلفات في الميادين والطرقات والشواطئ.

ويقول عبدالله بن سالم الجهوري مدير شؤون الجلسات واللجان بالمجلس البلدي لمحافظة مسقط: يعد توافر المرافق العامة من أركان البنية الأساسية للمدن الحديثة، والتي تساعد على تحقيق تنافسية عالية على مستوى تقديم الخدمات البلدية وفق المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية؛ لذا كان لزامًا أن تظهر الشراكة الحقيقية بين المؤسسة الحكومية -مُمثلة ببلدية مسقط- والقطاع المجتمعي؛ بحيث يُعنى الأول بإنشاء المرافق العامة وصيانتها، ويحمل الآخر عاتق المحافظة عليها ضمانًا لاستدامتها.

وحول توعية الجمهور بأهمية الحفاظ على نظافة البيئة والمرافق العامة، وخطورة العبث وآثاره، قال الدكتور سهيل بن سالم الشنفري مدير إدارة الإعلام والتوعية ببلدية مسقط: يتمثل الدور الإعلامي والتوعوي في عدة جوانب؛ أبرزها الرسائل التوعوية التي يتم نشرها في حسابات البلدية على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر الأخبار والتحقيقات والتقارير الصحفية حول أهمية المحافظة على النظافة، والسلوكيات غير المرغوبة. كما يتم التخطيط لحملات توعوية تشتمل على العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات التثقيفية التي تحث المجتمع على الاستخدام الأمثل لهذه المرافق، إضافة لتنظيم حملات النظافة بمشاركة الفرق التطوعية والجمعيات وطلاب المدارس وأعضاء المجلس البلدي بالولايات. كما تقوم البلدية بعمل النشرات والبرامج التوعوية واللوحات الإرشادية لتسليط الضوء على الظواهر والسلوكيات الخاطئة، وكيفية الوقاية والحد منها، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية.

وأشار الدكتور سهيل الشنفري إلى تنفيذ المشروع المدرسي التوعوي بالتعاون مع المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط، والذي يركز على مجموعة من البرامج الهادفة وفقًا لأعمار الطلاب ومراحلهم المدرسية؛ إذ تم تصميم برنامج "حوار توعوي" الذي يعد بمثابة نافذة حوارية مباشرة مع طلاب المدارس، يتم من خلاله تقديم محاضرات توعوية، وجلسات نقاشية، وورش للرسم والتلوين، وهناك برنامج "فاصل توعوي" الذي يهدف لتوظيف الإذاعة المدرسية كوسيلة لإيصال الرسائل البلدية التي تحث على نبذ الظواهر السلبية التي تضر بالمجتمع والصحة العامة، ولم يغفل المشروع دور أولياء الأمور؛ إذ تم وضع برنامج مخصص باسم "المجلس التوعوي" يقوم على بناء حلقة وصل بين البلدية والمدرسة والمجتمع؛ لتعريفهم بأهم الممارسات والسلوكيات السلبية المتعلقة بالعمل البلدي. ويتضمن المشروع أيضاً برنامج ميداني بعنوان "الحي النظيف" يحتوي على حملات نظافة عامة بالتعاون مع بعض المدارس والمديريات الخدمية ببلدية مسقط والفرق التطوعية؛ بهدف غرس ثقافة التطوع البيئي، وتعزيز المسؤولية المجتمعية الداعية لأهمية المحافظة على النظافة والصحة العامة.

تعليق عبر الفيس بوك