البوسعيدي لـ "الرؤية": القطاع الخدمي يتنامى بشكل متسارع في المحافظة.. و"مزون للألبان" واعد بالفرص الوظيفية

 

الرؤية – مريم البادية

أكّد سعادة السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ البريمي، أنّ المحافظة تشهد تناميا متسارعا في الحركة الاستثمارية، ولا سيما في الجانب الخدمي، وكذلك قطاع النقل، حيث سيكون هناك عدد من المشاريع المرتبطة بهذا المجال لتعزيز الحركة الاقتصادية الداخلية وكذلك مع دول الجوار.

واستعرض سعادته في حوار مع "الرؤية" أبعاد مشاركة البريمي كضيف شرف في معرض مسقط الدولي للكتاب، مشيرا الى أن المحافظة تتمتع بموقع استراتيجي وقربها من دور الجوار أكسبها ميزة نسبية، وهذا ما ساعد على ارتفاع عدد السياح ونجاح المحافظة في جذب المستثمرين، موضحاً أنّ المحافظة ستشهد مستقبلاً افتتاح عدد من المشاريع والمنشآت الفندقية.

وإلى الحوار..

  • كيف ترون اختيار البريمي لتكون ضيف شرف النسخة الرابعة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب؟ وما هي أبرز الفعاليات التي تنعقد بهذه المناسبة؟

هذه المشاركة تُجسّد إبراز الوجه الثقافي والتراثي والحضاري للمحافظة بالإضافة إلى إبراز المبدعين والأدباء والمفكرين في الساحة العمانية والعربية من أبناء المحافظة، لاسيما وأنّ معرض مسقط الدولي للكتاب يساهم بشكل كبير في إبراز الإنتاج الفكري، إضافة إلى تلبية الساحة المعرفية والثقافية والمكانة الأدبية والتاريخية التي تبوأت من خلالها محافظة البريمي موقعها المميز في الركن الشمالي الغربي من السلطنة، وكانت تعرف قديما باسم (توام) و(أرض الجو).

أمّا جغرافية المحافظة فهي عبارة عن سهل شبه صحراوي ينحدر من السفوح الجنوبية لجبال الحجر الغربي، وتضم بين جنابتها من حيث التقسيم الإداري ولايات (البريمي- محضة - السنينة) التي تتنوع من خلال معالمها التاريخية والسياحية ومواقعها الأثرية الدالة على وجود حضارة قديمة موغلة في القدم.

وأوضح سعادته أنّ هناك برنامجا ثقافيا وفنيا تشارك فيه المحافظة طيلة أيام المعرض عبر العديد من الأنشطة المتنوعة إلى جانب الفعاليات الخاصة بالطفل والمبادرات المجتمعية والمسرح وحفلات توقيع الإصدارات الجديدة والندوات والأمسيات الشعرية بالركن الخاص بالمحافظة.

  • نود تسليط الضوء على أبرز المنجزات التي تحققت في محافظة البريمي خلال العام المنصرم؟ وما هي الخطط التنموية المرتقب تنفيذها في 2019؟

تشهد المحافظة خلال الخطة الخمسية الحالية تغيرات كبيرة في مشاريع النقل بشكل عام وبعض المشاريع الاستثمارية والتي تم افتتاحهها خلال العامين الماضيين مرتبطة بشرطة عمان السلطانية، منها منافذ حدودية، ومراكز شرطة، وكذلك قيادة محافظة البريمي للشرطة، فهذه المنشآت أضافت إضافة نوعية في الخدمات الشرطية للمحافظة، وهذه النقلة ليست فقط في ولاية البريمي ولكن أيضا في ولاية محضة وقريبا سيفتتح مركز الشرطة في ولاية السنينة.

حيث إن هناك مشاريع مرتبطة بربط مركز مدينة البريمي وأيضا القادمين عبر وادي الجزي من ولاية صحار وإلى محافظ الظاهرة عبر تطوير وتحسين الطريق الرابط بين منطقة صاع والزروب وكذلك حفيت، فكل هذه الاستثمارات ستحسن من انسيابية الحركة، خصوصا أنّ هناك منفذا آخر ينتظر الافتتاح وهو منفذ البريمي والذي سيربط من هذا الطريق إضافة إلى أنّ هناك فكرة لعمل طريق رابط بين خط الباطنة السريع وربطه بنيابة الروضة.

*ما تقييمكم للحركة التجارية في المحافظة، وآفاق الاستثمار فيها في ظل الموقع الاستراتيجي للمحافظة بالقرب من حدود دول الجوار؟

إنّ المحافظة هي فعلا منطقة استراتيجية وقربها من دور الجوار أكسبها ميزة نسبية، ومن ثم نجد الكثير من السياح خلال فترة الإجازات يرتادون المحافظة ومن ثم يجد الكثير من المستثمرين القاطنين في المحافظة أن هذه هي فرصة لتوسيع نطاق القطاع السياحي بشكل أكثر، ومن المؤمل افتتاح منشآت فندقية خلال هذا العام، بالعمل مع وزارة السياحة، وكذلك تعكف وزارة السياحة في الوقت الحالي على النظر في إقامة معرض متحفي في أحد الحصون. وأشار سعادته كذلك إلى أنّ توجه المستثمرين في الوقت الحالي على المنشآت النوعية، وبدأ خلال الفترة الماضية افتتاح بعض المنافذ التي تقدم خدمة نوعية للمرتادين وتجويد الخدمة، فهذه الثقافة بدأت تنمو أكثر في القطاع التجاري، وكذلك هي في طور النمو مع مرور الوقت، وهذا قد يعطينا تغيرا في واجهة المؤسسات التجارية بشكل مختلف. وأشار سعادته أيضا إلى توجه البلدية إلى  تحسين خدماتها كلما كان هناك تطورا في الجانب التجاري من خلال تطوير وتجميل الأماكن بشكل عام.

وفيما يخص جانب البلديات فهذا القطاع يقوم بعرض بعض الفرص الاستثمارية الواعدة والتي عرضت خلال ملتقى الفرص الاستثمارية للأراضي الذي أقيم بهذا الجانب، والذي جاء امتدادًا لدور الوزارة في تشجيع الاستثمار وتحفيز القطاع الخاص ورجال الأعمال نحو العمل المشترك في دفع عجلة التنمية والارتقاء بمستوى الخدمات البلدية والمائية بما يتوافق مع الاستراتيجية التي تنتهجها الوزارة في تحقيق المشاركة المجتمعية، فالبريمي كان لها نصيب منه حيث تم طرح أراضي للتأجير في مواقع استثمارية على مساحة (100604) متر مربع خصوصا في ولاية البريمي. وأيضًا نلاحظ أنّ هناك تطويرا في مسألة الخدمات سواء في المسالخ البلدية ومنافذ بيع الثروة الحيوانية بشكل عام.

*ما هو دور المحافظة في توفير احتياجات السكان من الخدمات الأساسية، وخاصة بعض المناطق التي تعاني من شح الخدمات؟

لا يوجد شح في الخدمات، بل هو عدم اكتمال البنية الأساسية في بعض المخططات السكنية، لكن من خلال الطلبات التي ترد من المواطنين إضافة إلى ما تقوم وزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه برصده فيما يخص احتياجات الأحياء السكنية وتطويرها بين الفينة والأخرى، فأرى أنّ هناك رصدا جيدا وتنتظر استثمارا حكوميا في هذه الخدمات، حيث تم رصد ما هي الأولويات والتي تأتي في مقدمتها الشوارع في الأحياء السكنية ثم خدمات الاتصالات، تليها خدمات المياه التي تأتي تباعا، لذا من وجهة نظري أنّ الدور الذي تلعبه هو أنّها تقوم برصد الاحتياجات ومواطنها الأكثر الحاحا ومن ثم توجه الموارد لهذه الولايات هو أمر سارٍ ويتم العمل عليه.

  • إلى أي مدى يمكن أن يسهم القطاع السياحي في توفير المزيد من فرص العمل للشباب في المحافظة؟

بشكل عام القطاع السياحي قطاع مولد للفرص، فمتى ما كانت هناك مواقع أكثر جاذبية وتمّ رفدها بمؤسسات تجارية تقدم خدمات سياحية فإنّه بلا شك ستكون فرص جيدة لتوظيف الشباب فيها، فعلى سبيل المثال خدمات الحجز وخدمات النقل، وكذلك المؤسسات الفندقية بإمكانها توفير جملة من الوظائف في هذه الخدمات، وهذا بلا شك موجود في المحافظة ولكن إذا أنشئت أخرى سنجد إقبالا أكثر من فئة الشباب، إضافة إلى أنه بإمكان الشباب أن يكون لهم مساندة أكبر في قطاع المطاعم السياحية والمقاهي حيث نجد نموا جيدا في هذا الجانب.

*كيف يمكن أن يسهم مشروع الدواجن الجديد في ولاية السنينة في تعزيز الاكتفاء الذاتي في المحافظة، والسلطنة بشكل عام من البروتين الحيواني، فضلا عن دور المشروع في تحقيق التنوع الاقتصادي للبلاد؟

بالنسبة للمشاريع الاستثمارية في ولاية السنينة، هناك مساحات واعدة، حيث نرى أنّ هذه الولاية بدأ فيها وبشكل متسارع مشروع "مزون للألبان" وكذلك هناك مفاوضات واعدة بأن يكون لدينا مشروع للدواجن التي تنتج بيض المائدة، كما أنّ هناك مشاريع المليون نخلة حيث تم استثمار العديد من الأراضي في هذا المشروع، ومن ثمّ فإنني آمل أن ترفد هذه الاستثمارات السوق بالأمن الغذاني، وخصوصا مشروع مزون من المؤمل أن يكون استثمارا كبيرا جدا ومن ثم سيؤمن رفدا كبيرا للسوق من منتجات الألبان وغيرها.

تعليق عبر الفيس بوك