لماذا فشلت القمة الثانية بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية ؟

 

انتهت قمة الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي المخصصة لبحث الملف النووي إلى فشلٍ في هانوي، وعزا دونالد ترامب الأسباب إلى مطالب كيم جونغ أون حول رفع العقوبات.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي قبيل مغادرته هانوي: يجب في بعض الأحيان المغادرة، وهذا كان واحداً من تلك الأوقات، مشيراً إلى أن المحادثات تعثرت حول مسألة العقوبات الاقتصادية المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية والباليستية، وأوضح ترامب: "يريدون في الواقع رفع العقوبات كاملةً وهذا ما لا يمكننا القيام به".

وأضاف الرئيس الأمريكي: كنت أرغب في المضيّ أبعد من ذلك، مؤكداً أن بيونغيانغ لن تستأنف التجارب النووية. وقال ترامب نقلاً عن الزعيم الكوري الشمالي: لقد قال إنه لن يقوم بتجارب على صواريخ أو أي شيء متعلق بسلاح نووي، موضحاً أنه لا خطة لعقد قمة جديدة غير أن بيونغيانغ أكدت في وقت لاحق سعيها لرفع جزئي للعقوبات وليس كاملاً وفق ما نقلت وكالة أنباء يونهاب.

وأعلن البيت الأبيض في بادئ الأمر أنه سيجري حفل توقيع مشترك وكذلك غداء عمل بين كيم وترامب. لكن الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي غادرا دون توقيع أي شيء. وبعد الظهر، غادر ترامب فيتنام متوجهاً إلى الولايات المتحدة. وأعلن البيت الأبيض أن كيم وترامب عقدا اجتماعات بناءة جداً، وبحثا مختلف الطرق للمضي قدماً في مواضيع تتعلق بنزع الأسلحة النووية والاقتصاد. وأضاف: لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق في الوقت الراهن، إلا أن فريقيهما يتطلعان إلى الاجتماع في المستقبل.

في المقابل أعلن وزير خارجية كوريا الشمالية أن بلاده عرضت خلال القمة بين كيم جونغ أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي، تفكيك مجمع يونغبيون النووي مقابل الرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده، وهو ينفي بذلك تصريحات ترامب، الذي قال إن كوريا الشمالية طلبت رفعاً كاملاً للعقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي والصاروخي.

ومن جهتها وأعربت سيئول من جهتها عن استيائها من النتيجة المؤسفة غير أنها أشارت أيضاً إلى حصول تقدّم.

وإذا كان كيم جونغ أون تحدّث في هانوي عن احتمال فتح مكتب تمثيلي دائم لكوريا الشمالية في الولايات المتحدة، فإن الرئيس الأمريكي بدَّد قبل انعقاد اللقاء الآمال بتحقيق اختراق على المدى القصير. في غضون ذلك، أعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن دعمه لموقف ترامب بعد مغادرته القمة.

أما بكين فأعربت عن أملها في أن تواصل الولايات المتحدة وكوريا الشمالية محادثاتهما، مؤكدةً أن المسألة النووية لا يمكن أن تحلّ بين ليلة وضحاها.

وأعلن الناطق باسم الخارجية الصينية لو كانغ في مؤتمر صحفي أنه لم يسمع بعد ما قاله ترامب أو كيم عن لقائهما. غير أنه أعرب عن أمله في أن يدرك الجميع أن مشكلة السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية متواصلة منذ سنوات عديدة، وبالتأكيد فإن حلّها لا يمكن أن ينجز بين ليلة وضحاها.

وفي سابقة من نوعها، أجاب زعيم كوريا الشمالية عن أسئلة طرحها صحفيون خلال القمة التي عقدها مع الرئيس الأمريكي. وبينما كان ممثلو وسائل الإعلام بصدد الخروج، حتى يتركوا كيم وترامب يعقدان قمتهما، الخميس، سأل صحفي: الرئيس كيم، هل أنت واثق؟. وما إن جرى طرح السؤال وأجاب: لا يزال الأمر مبكراً، لكني لا أقول إني متشائم.

 

تعليق عبر الفيس بوك