رحلْتَ عن المروءَةِ يا هَصُوراً


أبو نبراس البوصافي | مسقط

(إلى محمد بن ساعد الرزيقي)
***
أَزيـزٌ مرْجَليٌّ في الفُــؤادِ
يهُدُّ كَيانَ دمْعاتِ العبادِ
//
شوارِعُ دغْمرٍ تبكي فتاها
رموشُ مَسارِها بالدَّمعِ شَادي
//
هُناكَ تَطيبُ أوْتارُ الحناياَ
بأنْغامِ القياصِرةِ النِّجادِ
//
شرابُ الموْتِ في كأْسِ الرَّزايا
سَتحْسُوهُ الضَّمائرُ بانْفرادِ
//
أيا ريْبَ المَنونِ سلبْتَ روحاً
لها في النَّاسِ تَمْجيدُ الأيادِي
//
لها في القلْبِ نورٌ سرْمَديٌّ
يجودُ لنا بأصْنافِ البِجادِ
//
لها في المقْلتيْنِ بساطُ خُضْرٍ
تظنُّ بأنَّها في خيْر وادي
//
وراياتُ العَزاءِ بكلِّ درْبٍ
يَعُجُّ وِشاحَها لَوْنُ السَّوادِ
//
محمَّدُ يا ابْنَ ساعدَ هاكَ منِّي
حروفَ التِّبْرِ من بِرَكِ الغِمادِ
//
محمَّدُ يا سليلَ المجْدِ طبْتمْ
مماتاً أوْ حياةً في الرَّشادِ
//
محمَّدُ ما تقولُ حروفُ شِعريِ
سِوَى نـزْرٍ يَسيرٍ منْ جَوادِ
//
سيبْكيكَ الرُّزَيقيُّونَ دهْراً
فقدْ كنْتَ الحُداءَ لكُلِّ حادِي
//
رحلْتَ عن المروءَةِ يا هَصُوراً
ترَكْتَ بَريقَها دونَ انْقِيادِ
//
ومَنْ لِمآذِنِ التَّقْوى سِراجٌ
ومَنْ لِرَوائعِ الأُخْـرى يُنادي
//
ربيعُ الأمْسِ كمْ غنَّى رثاءً
وصاغَ قصائداً في ذا الحِدادِ
//
نواميسُ الكرَامةِ منْ دموعٍ
تَضاءَلَ جِسْمُها منْ غيْرِ زادِ
//
أثِيرُ فِراقِكُمْ لَحْنٌ مُغنَّى
علَى الأرِواحِ ترْياقُ البُعادِ
//
وأدْعواُ اللَّهِ بالجنَّاتِ دوْماً
لكُلِّ مُقدَّسٍ زاكِي الحَصادِ
//
معَ النُّـورِ الهُلاميِّ المُفدَّى
رسُولِ اللَّهِ في يوْمِ المَعادِ

 

تعليق عبر الفيس بوك