ومضاتٌ فكريّة من كتاباتِ حاتم الطائي (53)


(أ‌)    رسالة إلى من يهمه الأمر:
هل يُدرك النافخون في نيران الحرب أنَّه لا بديل عن السلام الشامل والعادل للجميع، وأن التنمية لن تكون مُستدامة طالما ظلت بؤر التوتر والصراع قائمة.

(ب‌)    ميكانزمات سياسة عُمان الخارجية:

(1)     أول عوامل قوة السياسة الخارجية للسلطنة، تتمثل في الصراحة والشفافية، فعُمان تلتزم الشفافية في الطرح والوضوح في الإعلان عن مواقفها، بجرأة وشجاعة مُنقطعتي النظير.

(2)     ما يتم اتخاذه من قرارات ومواقف تخدم استقرار ونماء الدولة العمانية، وتعزز جهود السلام والعيش المشترك مع الجميع.

(3)     عُمان ترفض التحزب وتُؤمن عن قناعة راسخة بأنَّ وحدة الصف هي السبيل الوحيد للنهضة والتنمية الشاملة في المنطقة، وأنَّ السلام خيار إستراتيجي، وليس سياسات ربما تتغير بتغير الظروف.

(4)     التوازن والحياد الإيجابي، فلم تنحز عُمان يوماً لطرف دون آخر، ولم تتراجع قيد أنملة عن حيادها المعهود.

(5)     الدبلوماسية العُمانية هي دبلوماسية أفعال لا أقوال، إنِّها سياسة خارجية قائمة على الفعل والتحرك والسعي الحثيث من أجل تقريب وجهات النظر بين مُختلف الأطراف في أي قضية كانت.

(6)     سياسة عمان الخارجية براجماتية في المواقف والخطوات والإجراءات، ولم تكن قائمة يومًا ما على التصريحات العنترية أو الفرقعات الإعلامية هنا وهناك.
 
(7)     توظف عُمان سياساتها الخارجية من أجل خدمة السلام ونشره في ربوع العالم، وليس المنطقة وحسب، ولا تستبق الأحداث ولا تسعى نحو "إثارة إعلامية" ولا تستهدف جني ثمار أي موقف تتخذه ولا تُعلن عن أي خطط لها سوى بعد أن تُكلل بالنجاح.

(8)     تصريحات الخارجية العمانية تتسم بـ"دقة المصطلح وفصاحة البيان"حيث يحرص العماني الحكيم على استخدام ألفاظ وثيقة الصلة بالدبلوماسية العمانية حصرًا، فما من لفظ أو مصطلح يصدر على لسان أي مسؤول إلا وأنه يقدم المعنى المستهدف والمقصود، دون أن يترك مجالاً للتفسيرات الأخرى أو التأويلات غير الحقيقة أو التخمينات غير الدقيقة.

(ت‌)    دعاة سلام و لا للحرب والاستسلام:
في مختلف الحقب الزمنية على طول التاريخ العماني الضارب في القدم، لم تكن السياسة العمانية الخارجية إلا رسول سلام وسفير إخاء واستقرار لشعوب المنطقة والعالم، ولم يذكر التاريخ يوماً أنَّ عُمان كانت دولة معادية لأخرى، كما لم تشن غارات عسكرية أو حرب كلامية على أية دولة قط، حتى عندما توسعت الإمبراطورية العُمانية في قمة مجدها في قرون سابقة، لم يكن ذلك قائمًا على توسع عسكري أو احتلال، وإنِّما من خلال الحكم الرشيد والسياسات العادلة والتجارة الأمينة مع الدول التي وصلت إليها السفن العمانية "أسياد البحار"، فكان الاحتماء بمظلة الإمبراطورية العُمانية لجوءًا إلى الحق، وطلبًا للاستقرار في كنف هذه الدولة التي حققت نجاحات لم تُكتب لغيرها من الدول.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك