سلامٌ على من فاض كالنهر قلبه


د. ريم سليمان الخش | باريس

شحوبٌ على وجه البسيطة أفزعه
يمرّ على حيّ النفوس المجوّعةْ
//
يُحاورُ أسراب الدموع ويحتسي
عذاباتها الحرّى حِساءً تجرّعه !
//
وفي قلبه الإنسان نقشٌ مضرجٌ
بآثارُ أوتاد الخيام المقطّعةْ
//
مصائبَ من نام الصقيع بحضنهم
وليس لهم إلاّ الفناء ليمنعه
//
كأنّ شغاف البحر ملحُ ضلالةٍ
تناستهمُ الأمواج في قعر قوقعةْ!
//
هلمّوا إلى الإحسان صاحت مياهه
ولاناسكٌ حقا هناك لتُسمعه !!
//
برودٌ يعمُّ الكون إثمُ مجرّة
لقد كانت الأخلاق شمسا مشعشعة!!
//
سلامٌ على من فاض كالنهر قلبه
لتروى قلوب الخلقِ حبّا مشبّعَةْ
//
سلامٌ على من خاط بالزهر ثوبه
ولم يترك الأزهار في كفّ زوبعه
//
سلامٌ على من يمنح الطيرَ خبزه
ولو كان طيرُ الجوع يشدو بقرقعه
//
سنمضي ...نعم نمضي على حين غرّةٍ
نمرّغُ وجه الطين من دون أمتعةْ!
//
وتصرخُ فيك الروح : أين حصادها ؟
وديدان صلصال القبور مجمّعة!!
//
لعمرك لن تنأى كطيرٍ محلّقٍ
ولا دمعك الجاري يُبرّدُ أضلعه!!
//
وهيهات إذْ تبدي الندامة زارعا
فخفّا حنينٍ لن تقوم لتجمعه!!
//
تزوّدْ بأخلاق السحاب وعشْ ندا
لعلّك أن تلقى العذابَ فتدفعه

 

تعليق عبر الفيس بوك