متاهة العاشقين


فاتن باكير | سوريا

لستُ مهزومة .
هذا ما أقنع نفسي به كلما كتبتُ سطرين عن الحزن
أني أكتبه كرفيق نمشي معاً في لحظاتنا العصيبة
الجو مشمس في الخارج.. ممتع للذين يؤمنون بالحياة للذين يؤمنون أن أقدارهم مرسومة سلفاً...
للقانعين بأن قلوبهم نقية وتتوق لحب حقيقي ...

عندما أراك في متاهة العاشقين التي لا تعرف الخوف ينتابني شعورُ بالحنين لشيء ما ....
ربما لكلمة قلتها لي ونسيتها الآن ...
أود أن أستعيدها ولا أفلح....
ربما لذاكرة شقية عنا.. حين كنا نطوف بالكلمات بحثاً عن مفرد كلمة ( حب ) ...
وكنت تقول لي لا شيء في الحب اسمه مفرد ..
هناك حب بالكامل أو لاشيء أبداً....
اسألك الآن مامفرد كلمة (غياب) ؟

هناك ثغرة في الجسد تسمى مرضاً.. مرض الحياة التي لا تنصفنا في خياراتنا...
مرض المرايا التي تظهر ضعفي..
مرض العمُر الذي يذوب بين كفّي وأنا أبحث عن مشتق آخر لحياتي ...
هذا الذي يقولون عنه: إنه - الفرق بين عمرين - كان أنت
ليتك لم تكن ذلك الفرق...
لكانت كل تلك الكوابيس وكأنها لم تكن .

الشمس اليوم ساطعة للغاية مثل قلب ينبض ثم يتوقف فجأة بلا إنذار ...
جارفة معها حنين النهارات التي مضت دون أن ألتقيك
وارتباك اللحظة حين تقبلني.....
وكأنني أمتلك كل الحياة في لحظة .

عندما أرضى بالقليل من كل شيء أشعر كأني أتورط بجعل نفسي مريضة ومتعبة ...
وكأن كل تلك الأغلال لا تكفي لأنهزم....
إنها ليست حياة واحدة إنها حياة للحرب وللحب وللكراهية وللنعيم وللجحيم...
إنها مثل حافلة تسير يثقلها عبء التعب.

 

تعليق عبر الفيس بوك