يا أيُّها المتعبون


رنا صالح الصدقة | سوريا

يا أيها الجمعُ من شامٍ إلى سبأِ
قد خرَّ هدهدكم من صدمةِ النبأِ
//
مدائنُ الطهرِ تشكو ضُعفَ حِيلَتِها
ضاقت شوارعها في زحمةِ الخطأِ
//
خطبٌ يساورُ أحلاماً مؤجلةً
شُقّت أخاديدُها من دمعِ منكفِئِ
//
على رصيفِ الأماني ظَلَّ مُنتظِراً
أطيافُهُ ارتسمَت في ظِلِّ مُتَّكَئِ
//
يحبو على طرقِ الأوهامِ في دعةٍ
قمصانهُا اقتُطِعَت من ثوبِ مهترئِ
//
ففي جيوب الأسى حلوى مغلَّفةٌ
يُختارُ صاحبها من حدِّ مُجتزِئِ
//
وفي فم التائهين اليومَ أغنيةٌ
تَجترُّ حسرتَها ألحانُ مُجتَرِئِ
//
هل تُصدِرُ الصيحةُ الخرساءُ جلجلةً
أو تُبعثُ الروحُ في أشلاءِ مُنطفِئِ؟
//
وهل ستُختزَلُ الأحداثُ في صورٍ
ويُنتسى القهرُ عند الماءِ والكلأِ؟
//
يا أيُّها المتعبون الواقفون على
رملِ اليبابِ حُفاةً عند مبتدأِ
//
ممدَّدين على أوجاعِ أسئلةٍ
مزَّمِّلينَ جواباً سورة النبأِ
//
روحٌ تؤمُّ حشوداً في تصوّفها
بطهرِ دمعٍ متى تُجلى منَ الصدأِ؟!
//
تجثو على تعبِ الشطآنِ في جسدٍ
ملَّ الصراعَ مع الأمواجِ في الظمأِ
//
فكيف يمحو فؤادٌ رجسَ أزمنةٍ
تُخَطُّ آثامها جهراً على الملأِ؟
//
وكيف يخبو ضياءٌ شابَ مفرقُهُ
على الوفاءِ، وزرعِ الحبِّ في الحمأِ؟

 

تعليق عبر الفيس بوك