في امرأة تُشبه البحر (4)


عادل الكلباني| مسقط


 قالت:
أحبك
^
^
منذ عشرين عاماً

أُحاول أن
 أكون
شاعراً

للرد عليها
وفشلت

فماذا بعد
 أحبك

من لغة

تُكتب..
***

البحر الذي جاء بي
 ذات شوق

 ترك الموج في قلبي
 كمد وجزر
يتدفق بكِ


آه
منكِ

حين
يُختصر
البحر
في
حُب...
***

 تُجيد العزف
حتى إنها
إذا فاضت
 بالرقص

تبعثر منها
الورد والذكريات

رقصة مبجلة بالجنون
منكِ
 
تُسقطه
كالأسير
***

 أتذكر  كل الجنون
الذي كان بيننا
حب
شربناه
حتى
الثمالة

ثم في الغياب
سكبناه
بكاءً
لنشفى

قلت : دفنتكِ في النسيان

فلماذا أرُاقب
كل صبح منكِ
كطفل
 ينتظر
الهدايا؟

كلما جاء المساء
عاد
الحنين
 بكِ
 كجرح
لم يشفنِ
منه
هرباً
أو غياب؟

كل الأغاني
تُذكرني
بكِ

كل
الشوق
 أكتبه
قصائد

أنا المُهاجر عنكِ
كل سفر
 يحملني
 إليكِ

حاولت
كسر ذكراكِ
التي
 كلما
انهمرت

 أورق الشوق
في
قلبي
واتقد
***

كلما ضحكت
تحولت عتمتي
إلى
ضوء

ليس كيف تُحييني
بل كيف
تُنجيني
من
طعنة
حُب

لم أشف
منها
العمر
كله

***

الغياب صدّع الذكريات

تلويحة الوداع منكِ إليه

الضحكة الأخيرة

الصمت الذي قال كل شيء

القُبلة التي
كانت على عجل
وأنتِ
ِ تنظرين إليه
يتخطى قلبكِ
كما يفعل
مع كل
موج

احتلالكِ
 لم يدك
حصنه بمافيه
الكفاية
ليتهاوى
 أنقاضاً
فيكِ
لتُعيدي
 ترميمه
في
خلق
جديد

 تأبط حزنه
ينتحب في وحدته
كما ينبغي
للعاشقين

 الشوق
خنجر
ُيضرجه
بجرحكِ

إذا استيقظ
فجراً
كمن به مس
من حرقة
حزن

يقول:
آه من شوق لا يأتِ بكِ

كل مطر
لا يأت
 بوردكِ
قاحل

كل صبح بدونكِ
 عتمة

كل فيضان لا
يحمل
ذكرياتك
عبث
***

 لا بأس/ أن تُشرعي / أبوابكِ للغلق..
للذكريات
أن تحيد عن الدرب
قليلاً

لا بأس
في أن تطلبي من الورد
أن يخفي لونه
إذا استدرتِ جامحة عنه
جهة البعيد

لا بأس
إذا توسلتِ للمطر
ألا يُبلل
 حنينكِ بي

وأنتِ بداخل حجرتكِ
تُعيدين تسريحة
شعركِ
للمرة العاشرة

لا بأس
أن تُبعدي زجاجة العطر الهدية
خلف المرآة
وأنتِ تسترقين النظر إليها
كلما
طفحت ذكرياتي
بقلبكِ

لئلا تُعاودين السقوط
في مرض الحنين

لتعودي
إلي
خضراء/ كالعشب.

لا بأس
***

 لكثرة تكراره في حياتي
أنا
رجل
يُضحكه
الغياب.

***

لماذا تكتبني؟
:

لأحياكِ
مرة
أخرى..
:
لماذا الغياب إذاً؟
لأراكِ
بيقين..

***

ثمة عطر
 لمرأة
يقودك
 إلى الجنة
مباشرة

***

الجميلة التي مرت عليه
ذات مساء
قبّلتهُ
في
حفلة
حُب

عاشق يتذكر ماتبقى
من لذة الشهد
بثغره..
***

 إذا استيقظت فجراً / في قلبك حرقة كالمرض تبحث عن دمعة كشفاء يغسل هذا الوجع
قل هو الشوق..

إذا رأيت الورد في طريقك/ ألقيت عليه التحية ولم يرد بأحسن منها...
قل هو الشوق

إذا نظرت في السماء ذات غسق/ كأنما تعد نجومه/ لم تر نجمتك في البعيد..
قل هو الشوق

إذا اقتربت من الفرح لتضحك/  تحس ببرق يخلب قلبك/ وبغتة أراقت لك الذكريات وجه محبوبك/
فتحول مشهدك إلى مايشبه الرثاء..
قل هوالشوق

إذا سمعت ضحكات الأطفال/ في الطريق كأجراس عيد الميلاد/ هرعت لتفتح الباب فلم تر طفل يعبر /لم تسمع ضحكة كما رنت صداها فيك منذ قليل..
قل هو الشوق...

إذا أردت النوم/ أخذك السهد كل مأخذ/ عادت الذكريات بهذه المُسافرة فيك/ تبتسم من غير سبب/ تبكي من غير سبب/ إلا أنها طافت بك كطيف في هذاالليل الجارح بحزنه..
قل هو الشوق

إذا تمعنت في القمر جيداً/ لم يسبق لك أن فعلت ذلك من قبل/ شاهدته كيف ينضح بريقه في أرضها البعيدة / لتسأله وأنت تخفي سؤالك كهمس/ ترى هل مر بها قمر كهذا  لتحيا بنوره كما أحياه
قل هو الشوق

إذا بلغ بك الجفاف/ حد أن وردة قلبك قد بدأت تذبل/ لم تُحييها كل أنهار الدنيا..
قل هو الشوق

إذا حسبت أن المطر/ يهطل بغزارة خارج الدار/ فتحت باب حجرتك/ راكضاً/ لتغتسل بقطراته/ ولم تر عدا الأتربة والغبار..
قل هو الشوق

حين تشرب ذات عطش/ تبزغ بسمتها/ بين ثغرك والكأس /حتى لتكاد أن تشرق بالماء..

قل هو الشوق

***

 الحنين
كيف يترك الجمر غصن أخضر
بعد حريقه؟

الحنين
سماوات بعيدة يُخال إليك/ لقربك منه في القلب/قادر على قطف غيمته بسهولة/
إن استطعت إليه سبيلا.

الحنين
رماد راكمته مع كل غياب/ ستقول /لا يهمك /لا تأبه لا يعنيك أمره/ لحاله الذي تبدل/ لكن ثمة رياح توقظ الرماد لتحيله إلى جمر يحرقك...

الحنين
علامة لقيامتك/ لكن بعثك فيه  لا يحدث..

الحنين
لا يشبه المواسم التي يجددها الزمن/ مع كل حياة/ تسأل/ لماذا لا يأخذه الزمن كالخريف مثل أي ورقة جافة مرت بها الريح /نثرتها في الجهات..

الحنين
وقود حب/ لكنه بالمقابل/ حطب لحريقك/سيأتي على كل حال..

الحنين
هل سمعتم بنبع جاف
يُهرق نبع من الدموع؟

الحنين
أن تصبح مُجللاً بالفرح
وتُمسي وحيداً كاليتيم..

الحنين
الجرح الذي يتجدد مع كل ذكرى/والذكرى التي لا تُجددها الفصول..

الحنين
وجه الحب الذي يأتي باكراً في عمرك/ ليسافر بك كل هذا العمر دونه..

الحنين
الخطوة الأولى لأتحد بنورك
الأخيرة بعدك في الظلمات..

الحنين
ملاذ من لا ملاذ له
شكوى من لا يسمع لي
بكاء من لا ير دمعة

الحنين
أول القطاف من فاكهة دانية كما حسبت /كلما حاولت الوصول/ نأت في عليين
كأنما يهتف بي/ الجنة بعيدة/وأنت لم تمت بعد..

***

رغم ذلك
 بحثت عنكِ
في زقزقة الطير
في هديل اليمام
في صوتكِ
المخضب
بالأغنيات

بحثت عنكِ
في الفجر
 المتصدع بضياء
 يشبهكِ

بحثت عنكِ
ِ في
ضحكة الطفل
في الذكريات
في الجنون
الذي كان بيننا
كعهد
***

خذ بيدي
 ياحب
 إني
 على وشك السقوط

 الذين كانوا لي
كسقف كما حسبت
تفرقوا
في
العاصفة.

***

الحب الذي تدّعيه
مالم يأتِ
كعاصفة ضارية

يقتلع كل
أشجارك القديمة..
...
لا يُعول عليه..

 

تعليق عبر الفيس بوك