تشيلسي.. أزمة لاعبين أم مدربين؟

حسين بن علي الغافري

نتيجة ثقيلة تعرَّض لها تشيلسي الإنجليزي أمام مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الأسبوع الفائت. نتيجة، أكبر المتفائلين لم يكن ينتظرها، وأكبر المتشائمين لم يحسب لها حسابا ضمن قراءاته الفنية الأولية. أقل ما يقال عنها أنها هزة كبيرة ونتيجة تاريخية ستخلد في السجلات، ومن الممكن أن تفتح بابا واسعا لـ"القيل والقال" عن الفريق ككل بشكل عام وعن الإيطالي مارويسيو ساري بشكل خاص. أكثر ما شدني شخصيًّا بغض النظر عن النتيجة، وما ستخلفه من انكسار على اللاعبين والمشجعين تمثّل بعدم وجود ردة فعل تقابل ما تعرض له الفريق، رد الفعل غاب تماماً، سواءً من المجموعة أو من المدرب، ومحاولة تصحيح الفجوات والأخطاء لم تحدث.. فما هي تبعات النتيجة على مشوار الفريق والمدرب؟!

قبل الدخول في قراءة عواقب هذا السقوط، لنعود قليلاً إلى الفترة الماضية؛ فالمدرب "ساري" جاء كحل جذري لمواطنه "كونتي". كونتي ذاته جاء لما بعد خراب مالطا وحالة الانقسام بين اللاعبين ومورينهو؛ لدرجة أنَّ المباريات تشاهد الهزيمة فيها قبل أن تبدأ. إذن بعد كل هؤلاء المدربين الكبار نقول بأن المشكلة كانت لوحدها منهم، إذا ما علمنا أن تشكيلة الفريق وتغييراتها لم تكن جذرية إلى حد كبير. فشكل الفريق وأسلوبه باقٍ كما هو! ويمكن القول بأنه من فترة البرتغالي مورينهو وحتى فترته الحالية مع الإيطالي ساري فإن الشكل مطابق بشكل كلي لهذه المراحل الثلاثة باستثناء العام الأول لكونتي والطفرة الكبيرة التي صنعها والترابط الواضح الذي قدمه. ومع أن كونتي كان واضحًا للإدارة بأنَّ الاستمرار سيكون صعبًا عليه وهو بحاجة لدماء جديدة تُترجِم ما حققه وما يطمح إلى تحقيقه، وإلا فإنَّ مرحلة الفراق باتت لا مفرَّ منها، والإدارة لبَّت طلبه ورحل في صيف 2018.

البلوز يمرُّ بمرحلة تخبُّط كبيرة ومسألة عودته للواجهة ومنافسته على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز باتت صعبة جدًّا، ولعل الطموح بمركز رابع مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا العام المقبل يدخل في عراقيل كثيرة مع مانشستر يونايتد وآرسنال. ولعل ساري سيكون ضحية جديدة إذا سارت النتائج وخسر النادي هذا المركز في نهاية الموسم. دعونا لا نستبق الأحداث ولنتفق على أنه مهما كانت النتائج في الأخير؛ فالمجموعة بحاجة لانتدابات كبيرة وفق رؤية طموحة وباستقرار فني يضمن أن يعود الفريق إلى المقدمة من جديد، علينا أن لا نكيل كل اللوم في وجه ساري، ولو أن خططه وتبديلاته باتت مقروءة، وما زاد الطين بلة غياب المسؤولية عن ركائز الفريق، وتراجع مستوياتهم الفنية، وفي مقدمهم البلجيكي هازراد الطامح لارتداء قميص ريال مدريد الإسباني، والصخرة كانتي والقائد إزبلكويتا، إضافة للظهير الأيسر ألونسو.. كلها عوامل مشتركة بحاجة لترتيب كل أوراقها بعناية، وإلا فلا نتنظر جديد هذا الموسم على أقل تقدير.