رجحوا اختيار مدرب أجنبي لقيادة الأحمر

من سيخلف فيربيك؟

 

الرؤية – وليد الخفيف

بعد الرحيل المُفاجئ للهولندي بيم فيربيك مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بات المنصب شاغرا لاسيما وأن الاتحاد أعلن عبر بيان رسمي أنه أسند المهمة لمساعده مهنا سعيد بشكل مؤقت لحين التعاقد مع مدرب أجنبي يخلف فيربيك الذي قضى في منصبه عامين.

فيربيك الذي قدم استقالته أعد سلفا خطة المرحلة القادمة للمنتخب، الأمر الذي قد يضعها محل التنفيذ من قبل مساعديه مهنا سعيد ووليد السعدي.

مفضيلن أن يكون أجنبيا

واختلف المحللون حول مواصفات المدرب الجديد الذي سيخوض التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022، غير أن الآراء اتفقت على ضرورة الاهتمام بتطوير ملفات أخرى ذات صلة بالمنتخب الأول مثل ملف المسابقات التي وصفت بالضعيفة، تزامنا مع الاهتمام الحقيقي بالمراحل السنية والاستفادة من مخرجاتها، وحتمية تبني مشروع يحمل أهدافا واضحة معززا بجدول زمني دقيق تسند إدارته لمتخصصين مشهود لهم بالكفاءة مستندين في ذلك الطرح على تجربة قطر الناجحة التي تكللت بنيل لقب كأس آسيا 2019، مفضلين أن يكون المدرب أجنبيًا.

محلل قناة عمان الرياضية محمد العاصمي قال:"تعاقدنا في السنوات العشر الأخيرة مع الفرنسي لوجوين والإسباني لوبيز كارو والهولندي بيم فيربيك بأرقام كبيرة ولكن أحدهم لم يأت بجديد، فمن عام 2004 حيث المشاركة الأولى للمنتخب في  كأس آسيا وحتى 2019 لا جديد يذكر فنحن لم نغادر دور الـ 16".

وأضاف:" لابد وأن تسند إدارة الملفات الفنية لمتخصصين ذوي كفاءة وخبرة. أعتقد أنَّ الهيكلة المعمول بها حالياً والمعتمدة على لجنة المنتخبات قد ثبت عدم جدواها. فلا توجد لجان لإدارة المنتخبات في الدول المتقدمة كروياً وإنما يتولى إدارتها اللجنة الفنية دون أن يشرف على عملها عضو في مجلس الإدارة، فأعضاء المجلس لهم دور مرتبط بوضع السياسة العامة التي تنفذ من قبل الإدارة التنفيذية، أما الخلط فهذه ثماره" وتابع "ليس من الصواب أن يشرف عضو مجلس الإدارة على عمل المنتخبات الوطنية وإنما تشكل دائرة فنية تتكون من الخبير الفني والمدير التنفيذي وأعضاء فنيين من مدربين سابقين وأكاديميين متخصصين مشهود لهم بالكفاءة. التعيين يجب أن يكون لأهل الكفاءة وليس لأهل الثقة".

ويرى العاصمى أنَّ اتحاد كرة القدم يمتلك مقومات تبني مشروعا ناجحا لمدة عشر سنوات ليكون بمثابة الأمل مضيفا بالقول "نمتلك الإمكانات المادية والبشرية والمواهب الفذة التي تزخر بها أرض السلطنة الخصبة. علينا فقط أن نحسن استغلال تلك الأدوات وتحويلها إلى مشروع وطني نجني ثمرته في السنوات القادمة. علينا أن نتحلى بالصبر، العمل على مستوى القمة لم يعد مجديًا وأثبت أنه لن يصل بنا لبعيد. السنوات العشر الأخيرة. العمل على مستوى القاعدة يبدو الخيار الإستراتيجي الأنسب والأوفر حظا لتحقيق التطلعات".

وكشف عن التجربة الناجحة التي نفذتها السلطنة عام 1990 إبان رئاسة الشيخ سعود الرواحي لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم، حيث تم إنشاء مراكز للبراعم في كل محافظات السلطنة يُنتقى منهم منتخبًا يشارك في مسابقة على مستوى السلطنة ليخلص في الأخير لتشكيل منتخب للبراعم وآخر للناشئين.

وأضاف: "كنت من ضمن لاعبي منتخب الداخلية. الانتقاء كان مثالياً. البرنامج التدريبي كان رائعاً. التنافس كان متفقاً مع سمات المرحلة العمرية. النتاج في الأخير كان بلوغ كأس العالم في الإكوادور عام 1996، ومصر 1997، ونيل لقب آسيا عام 2000. فهل نعيد التجربة التي لا تحتاج للكثير من الإمكانات المادية".

وأشار العاصمي إلى ضرورة الاستفادة من اتحاد الرياضة المدرسية وتعزيز صلته باتحاد كرة القدم، مقترحا استغلال ملاعب المدارس وتحويلها لمراكز تدريب، وأن يسند لاتحاد الرياضة المدرسية تنفيذ مسابقة البراعم والناشئين والشباب مع نيل المشورة الفنية من اتحاد القدم، على أن يمتد الدوري طوال الموسم بواقع 30 مباراة الأمر الذي سيُسهم في الارتقاء بمخرجات هذه الفئة العمرية.

وفي سياق متصل قال محلل قناة عمان الرياضية محمد إسماعيل:" لا أرجح استمرار مهنا سعيد في قيادة المنتخب. لابد من التعاقد مع مدرب أجنبي مشهود له بالكفاءة بشرط الإلمام بواقعنا الرياضي والأدوات المتاحة والتحديات التي قد تواجهه، لابد من تحديد الهدف العام قبل التعاقد مع المدرب. وبناء على ذلك يتم وضع الإستراتيجية العامة للمرحلة. الواقعية في بناء الإستراتيجية ركيزة أصيلة لنجاحها". ويرى أن الكرة العمانية لم تحقق التطور المنشود خلال الفترة من 2004 وحتى 2019، لافتًا إلى أن بطولة الخليج ليست معيارا لتحديد وضعنا. الاستحقاق الآسيوي يبدو أدق".

وأشار إلى أن المدرب الجديد سيواجه بعض التحديات لأن الواقع صعب، فاللاعب يأتي من النادي للمنتخب وهو غير جاهز تدريبياً، لذا فلابد من إيجاد حلول على أكثر من محور لتلك التحديات، تزامنا مع حلول موزاية لإدارة بعض الملفات بشكل أفضل مثل المسابقات واللجنة الفنية ولجنة شؤون المنتخبات الوطنية. فهناك فرق بين مدرب البناء ومدرب المرحلة ومدرب البطولات. أفكار كل واحد منهم مختلفة، والأدوات والإمكانات تحدد الأنسب من بينهم"

وأضاف :" أعتقد أن فيربيك نجح في بناء فريق جيد على مدار سنتين ومن الصواب أن يكون المدرب القادم ينتمي لنفس المدرسة ليكمل المشوار أمامنا هدف وهو بلوغ مونديال قطر، لذا فاختيار مدرب له خبرة آسيوية في قيادة منتخب سابق لكأس العالم يبدو خيارًا مناسبًا لما يمتلكه من خبرة في القارة. الاستعانة باسم كبير في أوروبا ولا يحمل الخبرة الآسيوية وغير ملم بواقع الرياضي المحلي سيجد صعوبة كبيرة في تحقيق أهدافه".

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك