الرستاق تجسد مظاهر حرفها وفنونها بمهرحان مسقط

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط - عبدالله الرحبي

تصوير/ يوسف العويسي

حلَّت ولاية الرستاق العريقة ضَيفة جديدة لتضع بصمة مميزة خلال مشاركتها بمسابقة الولايات بمهرجان مسقط بمتنزه العامرات، وقد سجلت مشاركة الرستاق حضورا لافتا؛ فكيف لا وهي تلك الولاية التي تعد جوهرة عُمان الخالدة، وتجمع بين التاريخ والطبيعة والموقع الفريد؛ ومنها خرج العلماء والأدباء والقضاة، كما أنها تمثل واحة غناء لواحات النخيل (حولي 170 قرية) تعتمد بالدرجة الأولى على نظام الأفلاج التقليدي لاستخراج المياه من باطن الأرض لتجري على السطح على شكل أنهار صغيرة وجداول تمتد لآلاف الأمتار، وتحصَى أعدادها بالعشرات أو ربما المئات في الولاية.

وقد استعراض فنونها ومنتجاتها المختلفة أمام زوار المهرجان. وتميزت مشاركة ولاية الرستاق بإطلالة لافتة، وتعدَّدت الفقرات التراثية والتقليدية التي جسدها أبناء وأهالي الولاية من الكبار والصغار، وشملت الفنون التقليدية وموروثات ولاية الرستاق.

وشارك في المسابقة أكثر من 350 شخصا من أبناء الولاية من النساء والرجال والأطفال. وكان للمرأة حضور قوي في المشاركة -ممثلة بجمعية المرأة العمانية بالرستاق- تثمينا لدور المرأة في العديد من الحرف التقليدية والمشغولات اليدوية والأكلات العمانية؛ حيث تمثلت مشاركة النساء في بعض الفنون التقليدية مثل فن الدان دان وفن الكيدة، وهذا الفن تشتهر به الولاية حيث له طقوس معينة حيث تزرع النساء نبتة الكيدة وعند جمعها يقمن بترديد بعض الأناشيد المتوارثة وأيضا شاركت النساء في بعض الحرف التقليدية القديمة؛ مثل: صناعة السعفيات، واستخراج زيت الشوع الذي يستخدم في الطب التقليدي، وطحن الحبوب، وكذلك تجسيد المطبخ القديم وعمل بعض الأكلات القديمة؛ مثل: الخبز (الرخال) وأكلة السيداف والهريس والحلوى العمانية وصناعة الشيلة النسائية التي كانت تسمى قديما "تفريخ الوقاية"، كما قدمت البنات فقرة الألعاب التقليدية القديمة مثل "السرقف" و"سلوم بلوم".

 وشاركت الولاية بـ27 حرفة من مختلف الحرفيات؛ مثل: السعفيات وصباغة الملابس بمادة النيل والغزل والنسيج، واستخلاص الزيوت والسعفيات، وصناعة الكراسي، والصناديق وبعض الأثاث من جريد النخيل.

وبما أن الرستاق مليئة بالواحات الخضراء واشتهرت بزراعة أنواع عديدة من المحاصيل؛ لعل أهمها زراعة البر العماني، وجسد ذلك خلال طريقة زراعتة وايضا تنقيته وتصفيته وصولا للمستهلك، إضافة إلى المزورعات عمل الأهالي على استغلال خامات البيئة الزراعية؛ منها: استغلال جذوع النخيل في صنع حاويات لوضع عليها مأكولات الأطعمة المقدمة للحيوانات، واللافت للنظر أن الجيل الحالي من الشباب هم من جسدوا الحرف الزراعية، وأيضا تم عرض أسلوب بيع المنتجات الزراعية بما يسمي المناداة.

إلى جانب المشاركة في الألعاب التقليدية "الشوف شايف" و"الرم" و"اللكد"، وهي ألعاب قديمة اشتهرت بها الولاية.

وشاركت 4 فرق شعبية وأعطت جوا استثنائيا بالقرية التراثية، ومن الفِرق التي شاركت: فرفة فلج الرستاق وفرقة الحوقين وفرقة الحصن وفرقة وادي السحتن، وقدم المشاركون بعضا من الفنون المتوارثة مثل الرزحة وفن العازي وفن الروغ.

وقدم المشاركون ملامح من الحياة اليومية إلى جانب الاحتفال ببعض المناسبات كمظاهر العيد، حيث تم تجسيد تلك المظاهر عن طريق الشواء، وكذلك عرض بعض المزروعات والنباتات والحبوب القديمة التي ما زالت تزرع بالرستاق؛ مثل: الغرغر والدنجو والجلجلان والحناء والشوران والمنج.

وشارك مرهون البسامي بمعرضه التراثي المعروف، وهو معرض يُعنى بالتراث للأسلحة القديمة التي عرض به بعض الأسلحة التقليدية القديمة، وبعض المشغولات النحاسية الفريدة، وبعض نماذج من الخناجر القديمة أيضا.

وفي ساحة الحرف، تواجدت مجموعة من الحرفيين الذين يمارسون حرفهم بهمة ونشاط، أمام مرأى الزوار؛ أهمها: حرف صناعة الخناجر وصناعة الحضية وصناعة التجبير وصناعة الغزل والجلود والحجامة والشي الجيد.

تعليق عبر الفيس بوك