خبراء يدعون إلى حصر الاستخدام في أوقات الفراغ

الألعاب الإلكترونية الشبكية .. خطر يُداهم "المدمنين"


◄ "ببجي" و"فورت نايت" و"لودو ستار" تُضعف إنتاجية الطلاب والموظفين

الرؤية - ربُا الشنفرية


تباينت آراء خبراء تقنية المعلومات حول الألعاب الإلكترونية الأخيرة مثل ببجي وفورت نايت وغيرها من الألعاب المنتشرة بين مختلف المستخدمين، وذهب فريق منهم إلى أنَّ هذه الألعاب سلاح ذو حدين، وأن حجم الأضرار أو الفوائد المتحققة يعود إلى كيفية استخدام اللعبة، بينما يرى الفريق الآخر أنَّ هذه الألعاب لا فائدة منها وأنها تدس السم في العسل، إذ إنها تستحوذ على وقت المستخدم وقد تدفعه إلى ارتكاب جرائم.
ويرى الفريق الأول أنَّ هذه الألعاب تعزز وتنمي القدرات والمهارات العقلية للمستخدم، لاسيما الأطفال، كما تزيد لديه فرص المعرفة والاطلاع، لكن الفريق الثاني يؤكد أنها تشكل خطراً يداهم المدمنين، لما تتضمنه من أفكار عدوانية وقيم منافية للأخلاق، لاسيما بالنسبة للأطفال في ظل غياب الرقابة الأسرية.

 

وانتشر خلال الأيام الماضية مقطع فيديو قصير للكاتب والإعلامي والمشرف التربوي ومدرب التطوير طلال الرواحي وكان يتحدث فيه بطريقة لافتة للانتباه عن مخاطر الألعاب الإلكترونية وإدمان الأطفال والشباب عليها فأصبح الحديث عن هذا الأمر ضرورة في الوقت الحالي لانتشار ظاهرة إدمان هذه الألعاب بشدة في الآونة الأخيرة مما يدفع بنا لوضع النقاط على الحروف وتوضيح المخاطر للأهالي وتوعيتهم بضرورة أخذ هذا الأمر على محمل الجد ومحاولة الحد من إدمان أبنائهم على هذه الألعاب فتناولت الرؤية مع الأستاذ طلال الرواحي أبعاد هذه الألعاب.
 
ويقول طلال الرواحي :"هذه الألعاب تمَّ وضعها لتُساعد على برمجة العقل اللا واعي للإنسان حيث إنها تجعل الشخص الذي يستمر لفترة معينة باللعب بها يصاب بإدمان، علاوة على ذلك فهي ألعاب لا توجد بها أي قيم فهي تحث على القتل والعنف والسرقة.

وتابع إنه يجب إقناع الطفل بالتقليل من اللعب وكذلك توعيته بمساوئها وأضرارها بالتفاهم وبدون الإجبار بذلك يبدأ الطفل الاستيعاب، وأن نخلق له البديل المناسب للطفل كالألعاب الحركية ومعرفة ميوله وحثه على المشاركة في الأندية الرياضية أو الكاراتيه وكرة القدم أو الرسم وغيرها من الأنشطة المفيدة والتي تسهم في تفريغ طاقة الطفل ونموه الجسماني والعقلي بشكل سليم.
وأضاف: لابد للشباب أن يدركوا أنهم في مرحلة هم في أوج القوة فيها، وهي المرحلة التي يمكن للإنسان فيها أن يقدم وينجز ويبدع ويعطي أفضل ما عنده لأنه يكون في مرحلة يتمتع فيها بصحة عالية ونشاط وحماس عالٍ وبالتالي من غير الممكن أن نهدر هذه المقومات كلها ويجب أن نتذكر أنه يسأل العبد منِّا في يوم القيامة عن أمور منها ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وإذا عمل فيما علم" . حيث إننا محاسبون في أوقاتنا وعلى ما أضعناه فبالتالي نصيحتي للشباب أن يأخذوا الأمر على محمل الجد وأن يفكروا كيف بإمكانهم خدمة دينهم ووطنهم وأسرهم ومجتمعهم وحتى أنفسهم بدلاً من إهدار أوقاتهم الثمينة في أمور بلا هدف يذكر.
بينما قال الدكتور رفيق رامز طبيب اختصاصي طب نفسي وإدمان بمستشفى المسرة إن من الأسباب التي تؤدي إلى الإدمان على مثل هذه الألعاب هو الميل للبحث عن الإثارة والمتعة بالإضافة إلى الفضول واكتشاف الجديد دائماً.. وقال إنَّ هناك ميلا شديدا في تاريخ شريحة كبيرة من المدمنين منذ الطفولة إلى المخاطرة وسبر أغوار المجهول والقيام بالأمور الغير تقليدية. كذلك البحث عن الإشباع الفوري للرغبات وعدم القدرة على تأجيلها.
وأضاف: "تأثير ذلك على دورهم الفعال في المجتمع يتلخص في تأخر المستوى الدراسي وتدهور التحصيل الأكاديمي مما يؤدي للفشل والرسوب المتكرر وفقدان مهارات التواصل الاجتماعي مع الآخر والعزلة الاجتماعية والانحصار في النفس والأنانية وغياب صفات مثل الإيثار ومراعاة الآخر، أيضاً فقدان القدرة الإنتاجية في أهم مرحلة من مراحل العمر وهي سن الشباب كذلك فإنَّ هذا النوع من الإدمان وهو إدمان الألعاب الإلكترونية يفتح الباب على مصراعيه لأنواع الإدمان الأخرى الأشد تأثيرًا كالمخدرات والكحوليات وغيرها".
وأبرز المهندس هيثم الحجري أخصائي أول بقسم أمن المعلومات السيبراني بهيئة تقنية المعلومات، المخاطر التقنية في هذه الألعاب، قائلاً: تختلف الألعاب الإلكترونية بحسب تصميمها وتصنيفها للفئة العمرية المناسبة لها وكون بعض الألعاب تعتمد على مؤثرات قد تكون مخيفة لمن يلعبها خارج الفئة العمرية قد تسبب فوبيا أو أرقاً لأنها تؤثر على سيكولوجية الطفل. وأضاف أن المراحل المتقدمة تتطلب قضاء أوقات أكثر للمحافظة على مراكز متقدمة وبعض هذه الألعاب تتطلب تركيزا عاليا وقضاء أوقات طويلة لتكملة المرحلة، ولذا فمن الطبيعي أن يقضي الطفل أوقاتا كثيرة بعزلة حتى يتمكن من إنجاز المرحلة والوصول لمراكز متقدمة. وتحدث الحجري عن المخاطر المترتبة من تحميل برامج الألعاب التفاعلية بخلاف المخاطر الذهنية والسيكولوجية  النفسية أو البدنية كالخمول وضمور العضلات أو السمنة، وقال إن هناك مخاطر الانعزال الاجتماعي والتأقلم في الحياة الطبيعية خارج العالم الافتراضي الذي يعيش فيه أثناء اللعب والذي في بعض الأحيان قد يجعل الطفل يعتقد أنه دائماً في اللعبة فيقوم بتقليد بعض الحركات الخطيرة وأما من الجانب التقني من مخاطر برمجيات الألعاب والتي تستهدف من قبل قراصنة المعلومات (الهكرز). أوضح أنهم يقومون بفك شفرات اللعبة ونشرها بالمجان ولكونها ألعابا مقرصنة فإنها تعتبر خطرا على الخصوصية والمعلومات المخزنة في الأجهزة الذكية، حيث يعمل القراصنة على استهداف الألعاب التي أحرزت رواجاً عالميا واستدراج الأطفال بمميزات حصرية تساعدهم على الوصول إلى مراكز متقدمة والمحافظة على مركز الصدارة لذلك فالحذر واجب من تنزيل الألعاب المقرصنة أو التحديثات من المصادر غير الموثوقة.

تعليق عبر الفيس بوك