قريات تنثر جماليات تراثها في سماء مهرجان مسقط

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط - عبدالله الرحبي - رقية الجنيبية

تصوير/ يوسف العويسي

تلألأت ولاية قريات في سماء مهرجان مسقط لتُضيف مرحاً وفرحاً، ونثرت جماليات من مكنونها التراثي بكلِّ تفاصيله، لتشكِّل إضافةً جيدةً في مسابقة الولايات، فاختزلت ماضيا تليدا لتقدمه بصورة متجددة لزوار المهرجان، في جملة من الأركان؛ فوظفت كل المورثات والتقاليد، وفقا للبيئات التي تزخر بها قريات، التي تجمع بين السهل والجبل بين البر والساحل.

وقريات كغيرها من الولايات حرصتْ -خلال مشاركتها- على إبراز تفاصيل الحرف التقليدية، والتي يمارسها الأهالي؛ سواء في البر أو الساحل، ومن أبرز تلك الحرف: حرفة النسيج، وحرفة وصناعة السفن، وصناعة الحصر، وصناعة الحبال باستخدام الليف.

وجسَّدتْ جمعية المرأة العُمانية بقريات دور المرأة الريادي، وما تقدمه للمجتمع بصورة إيجابية كامرأة عاملة منتجة تُسهم في خدمة المجتمع. وفق الإمكانيات المتاحة، وتعددت الأركان في قسم المشاركة النسائية، ومن أبرزها: ركن الطفل الذي شمل: طريقة رعاية الأطفال قديما باستخدام عدة طرق. أما الصناعات والحرف، فتميزت بالخصوصية؛ منها: خياطة الكمة والتلي والخياطة إلى جانب صناعات السعفيات، وإضافة روح الحداثة بالإخراج الفني وبطرق متعددة الاستخدامات، وصناعة البخور والعطريات، وحرفة الغزل. ومن جانب الفنون، تمثلت النسائية في زفة العروس، وتم أداء الزفة بالطابع التقليدي، ونقل الأمتعة الخاصة بالعروس، فيما رافق السيارة مجموعة من النسوة وهن يردِّدن جملة من الأغاني المتعلقة بالعرس وفن النيروز، الذي يشترك فيه الرجال أيضا.

اختزل المعرض التراثي المخصص لكل ولاية مفردات من الأشياء القديمة كالأواني النادرة، وبعض الأسلحة القديمة والخناجر، وبعض أدوات الصيد القديمة.

شارك مجموعة من المصوريين الفوتوغرافيين من فريق "غيث ضباب الخير" في عرض 26 لوحة التقتها عدستهم تصوِّر مشاهد ومناظر من قريات صور تختصر المسافة وتقرب جمال قريات من شواهد أثرية ومناظر طبيعية من تضاريس متنوعة للولاية بين السهل والجبل والبحر، وتبرز التطور الذي طرأ على الولاية في العصر الزاهر.

وقريات ولاية بحرية تقع على الشريط الساحلي لبحر عُمان، تجمع بين الشواطئ الجميلة الذهبية وعمل أبناء الولاية في الأعمال المرتبطة بالبحر، وقد تجلى ذلك في عرض نماذج شباك الصيد والقوارب القديمة، كما برزت حرفة صناعة الملح الطبيعي وطريقة استخراجه، وصولا لملح طبيعي، وللبحر فنون كثيرة كالليوا وغيرها من الفنون.

كما تزخر قريات بأصناف عديدة من المزروعات من الخضار والفواكه الموسمية، وتم عرض الفيافي والمانجو الحمضيات والموز، وبعض المحاصيل الحقلية، وأيضا تم التعريف بآلية الحرث التقليدية وطريقة السقي وآلية توزيع المياه، وفي الزاوية المجاورة كانت المأكولات الشعبية حاضرة بقوة؛ مثل: غلي البطاطا الحارة، والقروص، والعصيدة، والعرسية.

وحظيتْ فنون قريات بمتابعة لافتة؛ فكان لفن الرزحة -التي استهلت دخول الفرق المشاركة- حضورا جميلا حين امتزج الفن بالجيل الجيد كعنوان جديد للمحافظة علي هذه الفنون، بعدها قدم أحد أعضاء الفرقة فن العازي بكلماته الحماسية.

وشاركتْ مجموعة من الأطفال في تقديم الألعاب الشعبية كلعبة اللكد، ولعبة الحصي.. وغيرها، وشهدت تناغما في الداء وجذب المتابعة من قبل الزوار.

تعليق عبر الفيس بوك