أغارُ عَليكِ


د. أحمد مرسي | مصر

أغــارُ عليكِ حــــــتى فى إيابى
ومن شوقى ومن طــولِ الغيابِ
//
أغارُ عــليكِ فى طَيفِى وسَـهَرى
مـن الأحلام كالشهدِ الـــــــمَذابِ
//
إذا يوما أجابَ الدمــــــــعُ عــنِّى
أغارُ عـليكِ من عِــــــطرِ الثيابِ
//
تواعـــــــــــدْنا فذابَ الــحبُّ فينا
نسيما فى الـــذِّهابِّ وفـــى الإيابِ
//
ويخـبرُنِى بأن هَـــــــــــــوانا فَجْرٌ
وأنَّ الــهجرَ أشبهُ بالــــــــــخَرابِ
//
أغار عــــــليكَ فى جـناتِ عَـــدْنٍ
وإن طـــــافَ الملائِكُ فى رِحَابِى
//
فبعضُ الـــــــعاشقينَ يذوبُ وجدا
وبعضُ الشامتينَ كــــــــمَا الذِّئابِ
//
وإن ظـــــــــــــنَّ السفيهُ بأنَّ حُبِّى
غريبُ فى ليالينَا الـــــــــــــعِذابِ
//
تذكـــــــــرْ أننى فى الــحبِّ دومَاً
أسافرُ فــى الدُّروبِ وفى السَّحَابِ
//
فليستْ غَيْرَتِى عــــن سوءِ ظــنِّى
وسوءُ الظنِّ لــيسَ مــن الصَّوابِ
//
ولكن غَيْرَتِى فــى الــــــحبِّ تأتِى
كطفلٍ نامَ فى حـــُضْنِ الــــسرابِ
//
أغارُ عليكِ من نبضـــاتِ قلــــبى
ومـن أشواقِ رُوحِـــى للـــرِّضابِ
//
ولكنْ لـــوعَتِى فـــى البعدِ تبقَــــى
كــنُدْمَــانٍ تمادَوْا فى الشـــــــرابِ
//
وأنتِ أمـــــــيرتِى فى الـــحبِّ نَغْمٌ
ترانيمُ الـــسُّكارَى للــــــــجَـــوابِ
//
وأهفو والهـــــــــوَى مــــرآةُ قلبِى
كَـــــــــنَشوانٍ تردَّى فــى العَذابِ
//
أغارُ عليكِ من نســماتِ لـــــــيْلِى
إذا ما البدرُ نامَ علــى الـــــــترابِ
//
ولا أدرى حياتى أم مَمَـــــــــــاتِى
ســتبقى بَعْضَ سَطرٍ فــى كتابِــى
//
وتبقَى غَيْرَتِى فى الـــــــحُبِّ مــَثلاً
لِكُلِّ العـــــاشقينَ وللــــــــــصَّحَابِ
//
وطيرٌ فى سماءِ الــــــــشوقِ يبكِى
وحـــيدا فى سَراديبِ الـــــــــغيابِ
//
فــيا قَــلبى المُــــــعذَّبُ بالــــرحيلِ
أترضى بالــــــــدموعِ وبالــعتابِ ؟
//
فهلْ تبكِى علـــــــى الذِّكرى وَحِيدا
تعيشُ بحسرتَى من كل مَــــــــا بى
//
فماذا إن جـــنينا الـــــــوردَ شَوكَا ؟
وأمــسَينا نعيشُ علـــى الــــضبابِ
//
أغارُ وغَـــيْرَتِى فى الــــــــقلبِ نارٌ
ونارُ الــشوقِ تُقْـذفُ كالــــــــحِرابِ
//
ولكنْ إنْ تلاقــــــــــــينا حَـــــــــنِينًا
ينامُ الــسهمُ فى حُضنِ الـــــــجرابِ
//
وتبقَى غَيْرَتِى فى الـــحُبِّ سِـــــحرٌ
وسحــر الحبِّ يوصِـــــــدُ كلَّ بابِ
//
أتى غــــصنُ الــــــهَوى وَرْدا نَدِيَّا
وطافَ بروضــــــــتى حتى عذابى
//
فمنْ يسأل عن الشكِ المُـــــــــصَفَّى
فإنَّ الــشكَّ من ســوءٍ الـــــــــــمآب
//
وأمَّا غَــــيْرَتِى فهَــــــــــــــواكِ ذِكرٌ
وتسبيحٌ إلـــى يومِ الـــــــــــــحسابِ

 

تعليق عبر الفيس بوك