فيتنام تسعى لكتابة التاريخ عبر بوابة الساموراي الياباني

 

الرؤية - أحمد السلماني

يسعى المنتخب الفيتنامي إلى كتابة تاريخ جديد للقوة الكروية الناشئة بجيلها الذهبي الشاب وبقيادة الداهية "بارك" عندما تواجه الساموراي الياباني مساء اليوم الخميس على استاد آل مكتوم في دبي في الدور ربع النهائي لكأس آسيا 2019 لكرة القدم.

ولم يسبق لفيتنام التي تشارك في كأس آسيا للمرة الثانية بعد نسخة 2007 التي استضافتها بمشاركة إندونيسيا وماليزيا وتايلاند، أن لعبت في ثاني دور إقصائي بالبطولة، بعدما خرجت من ربع نهائي تلك النسخة (أول دور إقصائي انذاك) بالخسارة أمام منتخب العراق الذي أحرز اللقب لاحقا صفر-2.

لكن بعد 12 عامًا، بإمكان المنتخب الفيتنامي أن يحلم بأن يحقق ثاني فوز كبير في البطولة، بعد الأول الذي جاء على حساب الأردن بركلات الترجيح في دور الـ16، عندما يواجه اليابان على نفس الملعب الذي شهد الأحد الماضي إنجازه الكبير.

ومنذ تعيين الكوري الجنوبي بارك هانج- سيو مدربا لفيتنام في 29 سبتمبر 2017، أصبح بإمكان كرة القدم في البلاد الواقعة جنوب شرق آسيا أن تحول أحلامها إلى حقيقة.

ونجح سيو (60 عاما) في قيادة منتخب تحت 23 سنة في يناير 2018 إلى نهائي كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، قبل أن يخسر أمام أوزبكستان 1-2، وإلى نيل المركز الرابع في دورة الألعاب الآسيوية (آسياد أندونيسيا 2018)، وهو بدوره إنجاز غير مسبوق.

وكانت قمة نجاحات "العم بارك" كما يطلق عليه في فيتنام، قيادة فريقه في ديسمبر الماضي إلى لقبه الثاني بعد الأول في 2008 في بطولة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بتخطيه غريمه الإقليمي ماليزيا في النهائي 3-2 بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، مفجرا فرحة غير مسبوقة في البلاد.

ورفعت الجماهير المحتفلة في العاصمة هانوي في مشهد نادر أعلام كوريا الجنوبية، اعترافا بفضل مدربها في نقل كرتها من مكان إلى آخر.

وأصبح بامكان فيتنام أن تفتخر بكرة القدم فيها الآن بعد سنوات من تهم الفساد التي كانت تطاردها، وذلك بفضل العمل الفني الكبير للمدرب سيو الذي اعتمد في استراتيجيته على جيل ذهبي موهوب، بدأ إنجازاته بالتأهل لأول مرة إلى كأس العالم للشباب 2017 في كوريا الجنوبية، وتابعها بكأس آسيا تحت 23 سنة ودورة الألعاب الآسيوية و"الآسيان".

ويتواجد حاليا في تشكيلة فيتنام عشرة لاعبين ممن سبق لهم اللعب في مونديال الشباب 2017، ومن بينهم نجوين كوانج هاي (21 سنة) والذي احتل المركز الثاني في ترتيب هدافي كأس آسيا تحت 23 سنة 2018 برصيد خمسة أهداف، بفارق هدف عن القطري المعز علي.

في المقابل حققت اليابان انتصارات باهتة في دور المجموعات بالفوز على تركمانستان ومنتخبنا وأوزبكستان بفارق هدف وحيد، ثمّ قدمت عرضا مثيرا للتساؤلات أمام السعودية في دور الـ16 رغم فوزها بهدف مبكر للمدافع تاكيهيرو تومياسو، حيث خسرت الاستحواذ لصالح "الأخضر" بنسبة وصلت إلى 76.3 %، وهو شيء لا يليق ببطل آسيا أربع مرات (1992 و2000 و2004 و2011).

ولكن ذلك لا يبدو مقلقا لمدرب اليابان هاجيمي مورياسو الذي بدا سعيدا بعد المباراة، وهنأ لاعبيه على الفوز "المهم جدا على السعودية أقوى الفرق في آسيا"، مبديا احترامه لمنافسه المقبل في ربع النهائي.

وتبدو الكفة أرجح لمصلحة الساموراي عطفا على التاريخ إلا أنّ المفاجآت والعروض القوية والكرة الانضباطية الجميلة التي قدمها الفيتناميون قد تشي بمباراة صعبة منتظرة آسيويا.

 

تعليق عبر الفيس بوك