الكشف عن مرور حضارتين عريقتين في الموقع الأثري

قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس ينهي أعمال التنقيب في موقع الغريين

...
...
...

 

 

مسقط - الرؤية

قامت جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم الآثار في كليه الآداب والعلوم الاجتماعية، بالانتهاء من أعمال التنقيب الأثري للموسم الثاني 2019م بموقع الغُريين في ولاية المضيبي محافظة الشرقية وذلك بالتعاون مع وزاره التراث والثقافة.

كشفت أعمال التنقيب عن مرور حضارتين عريقتين في هذا الموقع الاثري، وتعود هاتين الحضارتين إلى العصر البرونزي المبكر (2000-3500) قبل الميلاد مع وجود فترة انقطاع استيطاني طويل بينهما.

وتعود الحضارة الأولى إلى ثقافة حفيت التي تؤرخ إلى الفترة الممتدة من 3500 وحتى 2000 قبل الميلاد.

كما أكدت الاكتشافات الاثرية التي قام بها الفريق في موقع الغُريين أن سكان هذه الثقافة قاموا ببناء مستوطنة كبيرة، شيدت مبانيها من الحجارة غير المشذبة كما أنها كانت تنتشر على مساحة واسعة من الموقع الاثري. ويشير الدليل إلى أن سكان هذه الثقافة اعتمدوا بشل كبير على في اقتصادهم على انتاج النحاس والاتجار به إذ عثر على بقايا لكسر أفران صهر النحاس.

وفي مرحلة ما من فترة حفيت (2000-3500) قبل الميلاد هجر موقع الغُريين تماماً وذلك لأسباب ما زالت مجهولة لدى الباحثين في قسم لآثار على أمل الكشف عنها لاحقاً في المواسم القادمة.

وبعد مرحلة انقطاع وهجران للموقع دامت لعقود طويلة، أعيد الاستيطان مرة أخرى في الموقع ذاته. وذلك خلال الفترة المتأخرة من العصر البرونزي المبكر وهي الفترة التي سادت فيها حضارة أو ثقافة أخرى هي ثقافة أم النار. والتي أرخت في الفترة الواقعة بين 2500 وحتى 2000 قبل الميلاد.

قامت ثقافة أم النار ببناء مستوطنة كبيرة اتسمت مبانيها بالضخامة وكانت مساحتها تزيد في بعض الحالات عن أكثر من 400 متر مربع. بنيت مباني هذه الفترة فوق ركامات مباني القرية المبكرة. كما أعيد في أحيان أخرى استخدام حجارة المباني القديمة في بناء المساكن الجديدة. تميّزت مستوطنة ثقافة أم النار في الغُريين بعدد كبير من المباني السكنية، وبرج ضخم في وسطها بالإضافة إلى عدد كبير من المدافن التي انتشرت على أطراف وادي عندام في الجهة الجنوبية الشرقية من المستوطنة.

أمّا عن اقتصاد حضارة أم النار فقد اعتمد على الزراعة وتعدين النحاس، الذي كان يبدو أحد السلع المهمة التي تاجر بها سكان الغُريين القدامى مع مناطق مختلفة من العالم القديم آنذاك وبالأخص بلاد السند وإيران، إذ عثر على فخار من تلك البلاد داخل الموقع الأثري.

 

 

 

 

 

                                                            

 

تعليق عبر الفيس بوك