الفرح قادم.. لا محالة!

الزهراء الهاشمية

ستقر عينك بما تمنيت، ستتنفس الراحة بعد التعب، ستسعد بعد أن غابت السعادة طويلًا، ستطيب بعد أن أعيتك الجِراح، وسترضى رضا لا حد له، فقط ثِق بالله وأحسن الظن به.

اليوم، تُخبركم أختكم الجميلة والرقيقة مثل زهر الياسمين أنها مُصابة بمرض الصرع: الآن بلغت من عمري خمسًا وعشرين سنة. أُصبت بمرض الصرع من عمر 3 سنوات، كُنت طفلة. كنت أبحث عن العلاج بين مُستشفيات السلطنة. بدايتها في مستشفى صور إلى المستشفى السلطاني إلى مستشفى الجامعة لأجد العلاج المناسب لهذه الأزمة التي سقطت على رأسي دون سابق إنذار. وعندما أصبح عمري 11 سنة سافرت بحثاً عن العلاج في بريطانيا، وقلبي مُكلَّل بالأمل، ولكن الصدمة كانت أنَّ جميع الفحوصات تشير إلى سلامتي، وأن جسدي خالٍ من أي علة. إذن، ماذا حلَّ بي؟! ما الذي حدث لي؟! وما هو مرضي؟! بقيت في الغربة لمدة شهر، بعدها عُدت إلى عمان دون أي نتائج سارَّة. لكن رغم كل هذا لم أيأس، ما زلت أحمل شحنة من الأمل. فكرت حينها أن ألجأ لعلاج آخر وهو العلاج الشعبي والرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة.

وما زالت نَوبات الصَّرع تأتيني كل صباح ومساء. أرهقني المرض جدا، ولكن كنت أقاوم ولديَّ أمل بالشفاء.

‏لا تيأس من انقطاع الأسباب الأرضية بينك وبين حاجتك، وانظر في القرآن: هل استُجِيب لنبي إلا في حالة أنعدام كل حيلة، وانقطاع كل سبب.. لا مستحيل والله قادر.

قرَّرنا بعدها السفر مرة أخرى للعلاج، ذهبت إلى الهند ولم يصل الأطباء إلى نتائج، بل كانوا متعجبين ومذهولين من الذي يحدث لي. عدت بعدها إلى أرض عمان الحبيبة وأنا أحمل يقينا بأنني سأجد علاجا آخر. بعد ذلك، لجأنا لوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي العلاج بالكي. قابلنا شخصا معروفا بهذا العلاج، وبدأ علاجي و"وسمني" في رأسي لعلها تفيد وينتهي هذا المرض. بعدها ذهبت إليه مرة أخرى وأعاد العلاج بالكي مرة أخرى في رقبتي. بعدها خرج دم فاسد مع لون أبيض لا أعلم ما هو. ومنها انقطعت نوبات الصرع، وهذا كله بفضل الله ثم هذا الرجل. وفي 2013، قررنا السفر مرة أخرى إلى الهند بالتحديد في كيرلا. أجريت لي العديد من الفحوصات واكتشف مرضي. وأجريت لي عملية جراحية في الرأس. لم أكن خائفة بتاتا. كانت نسبة نجاح هذه العملية 90%. بدأت العملية واستمرت 7 ساعات. أخرجوا مني أكياسًا دهنية. ولكن المُدهش، أتتني نوبة صرع أثناء العملية؛ مما أدى إلى تعجُّب الأطباء من هذا الأمر الغريب، كيف تأتي نوبة صرع وأنا تحت التخدير؟! أُدخل جهاز في رأسي ليكتشفوا الخلل. انتهت العملية وما زال الدكتور مندهشًا كيف خرجتُ من تلك الأزمة التي حدثت؟ ولكن كله بلطف الله. خرجت من غرفة العمليات إلى غرفة الملاحظة. أفقت من التخدير، وكنت أظن أنني مُتشافية بعد هذه العملية، ولكن بدأت بالبكاء عندما أخبرني أبي أنَّ المرض ما زال يجول في جسمي. ولكن هناك علاج له. بعدها بحوالي أسبوعين وجد الأطباء عرقا متكتلا هو الذي يسبب لي شُحنات. وأقرُّوا لي عملية أخرى. رفض أبي هذه العملية لأن نسبة نجاحها 5%، ولأنه من المحتمل أن أدخل في حالة شلل، أما أنا فقد كنت مُصرَّة على هذه العملية.

‏مُحال أن يَراك الله تُقَاوِم كلَّ الانكسارات والآلام والأشواك الموجودة بميدان الحياة الواسع، وأنت كُلك إيمان وتسليم تام وحُسن ظن به إلا وبشرك بما يسرَّك، ويجعل الرضا والسعادة مستوطنة قلبك.

بدأت العملية، وكانت بدون تخدير، والسبب حالات الشلل التي من المُمكن أن تحدث. كُنت أشعر بألم شديد جدًّا. سمعت الدكتور يصرخ هذا عرق الشلل. أصابني إحباط وحزن شديد على حالتي، ولكن مرة أخرى وبلطف الله خرجتُ من العملية مُتشافية، ولكن أصابني بعدها فقر دم حاد. استمرَّ العلاج لمدة شهر ونصف الشهر، وعدت بعدها لأرض الوطن وأنا سعيدة ومتشافية رغم الألم الذي كان مُستمرًا في رأسي. مضت 7 أشهر بدون نوبات صرع. ولكن عادت مرة أخرى، وبدأت أبحث عن العلاج مرة أخرى. وجد الأطباء خللًا في العملية الأخيرة، ورفع تقرير باسمي، وها أنا اليوم أنتظر لحظة سفرتي القادمة على أمل أن تكون هذه السنة هي سنة الشفاء الكلي من المرض.

تعليق عبر الفيس بوك