هرولات نحو اللَّذة


سكينة صادق | ليبيا

اللذة عند البوذيين هي (أن تتحرر الروح من سجن البدن)، منذ زمن وأنا أحاول الوصول إلى فلسفة عزل الروح عن الجسد، وكيف تكون الروح سجينته؟
ولكن أي لذة قد تصل إليها الأرواح إن لم يسرِ صداها في ذلك السجن، بأن يتدفق الدم بسرعة أو يقشعر أو يسري به خدر، أليست هذه هي مؤشرات اللذة؟
من المؤكد أنك فكرت في معنى اللذة الذي جُبل عليه الفكر الجمعي، وراح خيالك يسبح فيما يسبح، ولكن ألا تشعر بلذة لو ارتديت ربطة عنق أنيقة، وارتديتي حذاء أحمر، ولذتك في ذلك ليس فيما ارتديت؛ بل فيما ستلقى، ألا تنتابك رغبة في أن تكون أنت لست أنت؟، وأن مايدور حولك سيكون أروع لو كان هو نفسه مايدور في شوارع خيالك، أو أن يكون باب بيتك شمالاً وليس يميناً، كل هذه الأشياء تشعرك باللذة لحظة تفكيرك، أمور لا تستطيع تحقيقها إلا في خيالك، وترغبها أحياناً، فما سر هذا الشعور اللذيذ في خيالاتنا؟ ولماذا نقضي وقتاً منكفئين عليها، منعزلين عن الواقع، ربما لأن اللذة الحقيقية هي في أن لا تصل إليها وأن تبقى دائماً تحاول الصعود، وكلما ارتفعت ارتفع سقف حلمك، ولذتك الحقيقية في تلك الرحلة هي هرولاتك للصعود

 

تعليق عبر الفيس بوك