لا تعصِ الإله بنزوةٍ


د. ريم سليمان الخش| باريس

ولي مهجةٌ تقفو مسار حقيقتي
دؤوبٌ على سبر الغموض بحكمة
//
أراها على درب المجرة تقتفي
فيوضا من الأنوار حيثُ تجلّتِ
//
بمسلكها الكونيّ أنى توجّهت
تُضاء من التقوى بأجملِ حلّةِ
//
وتنزفُ أوجاع الصقيع وحزنه
كأنّ مساكين الديار بمهجتي
وأحملُ في قلبي قلوبا كثيرة
بآهاتها الحرّى تُحرّقُ بهجتي
*
يُكرمني ربي بفضلٍ ورحمة
فتمتلأ الدنيا بقمحي ورحمتي
//
معادن قد صاغ الإله نفوسنا
ومعدنيَ الياقوت والجود قبضتي
*//
إذا عشقت روحي تفيضُ بمزنها
وتسقي بريّاها لكلّ المجرة
//
ويسطعُ في قعر الظلام غرامها
شغوفٌ كلألاء النجوم المشعّةِ
//
وأزرع من حولي سنابل متعةٍ
وتعبق أشعاري بطيّبِ نشوةِ
//
أطرز ثوب الشعر حبا وبهجة
وترقص أوزان البحور لنغمتي
//
ونفسي على حفظ الوفاء دؤوبة
وإنْ كان بلوايَ الجميل تعلّتي!
//
حملتُ بأنفاسي الوداد وصنته
وناءت جبالٌ من حمولِ المحبة
//
أذودُ عن الصحبِ الكرام بقوةٍ
وأذرفُ أوجاع الزمان بأمتي
//
وألجمُ أهوائي بحبلٍ غليظةٍ
مخافةَ أن أنأى على حين غرةِ
//
مموسٌ هي الدنيا وترمي حبالها
لنعلق في الممشى بكاملِ شهوةِ
//
تتاجر في الأخلاق من دون رادعٍ
لنغرق في يمٍ عميقِ المذلّةِ
//
كأنّ ضعاف النفس بعض كلابها
فتلهث من جوعٍ وراء الغنيمة
//
بألسنةٍ قد سال منها لعابها
تُقادُ إلى فخٍ عديم المروءةِ!!
//
فيانفسُ لا تعصي الإله بنزوةٍ
وياريمُ فلتبقي ثيابَ الفضيلةِ

 

تعليق عبر الفيس بوك