ودُمتي يا بلادي بخير

 

 

سارة بنت علي البريكية

 

يتراءى لنا ونحن نرى منجزات شتى في مختلف الميادين أنها جاءت يَسيرة، ويُخيل لنا أنَّ وجودها تمَّ بين غمضةِ عين وانتباهتها، وهو في الحقيقة ليس كذلك، فإنَّ ما شهدته السلطنة طوال عقود كثيرة وسنوات طويلة إنما حدث بتخطيط وفكر نير من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

إنَّ عمان، وهي تبدأ عامًا ميلاديًّا جديدًا، لتستلهم من نهج قائدها المفدى ما يُعِينها لتبقى دولة عصرية بكل المقاييس، وما يُمكنها لتحافظ على ما تحقق طوال مسيرتها المظفرة، وإذا كنا نأمل أن يكون هذا العام أفضل من سابقه، من حيث رخاء ورفاهية وسعادة المواطن، فإنَّ توجه الحكومة لاستحداث جهة ما تُعنى بالاهتمام بتشغيل المواطنين، لا شك أنه أتي في إطار إسعاد المواطن، وإتاحة الفرص أمامه لياخذ دوره في بناء ورفعة هذا الوطن، فأعداد الباحثين عن عمل كانت أرقاما كبيرة، إلا أنه تم خفض هذه الأرقام إلى مستويات أدنى عمَّا سبق؛ وذلك من خلال عملية التوظيف التي لا تزال تتم وتسير وفق ما هو مرسوم لها، وآمل وأنا أكتب مقالي هذا أن يحالفني الحظ لأفوز بفرصة عمل ووظيفة تكون لي عونا ومعينا.

إنَّ بلادي التي حازت سياستها ونهجها ونظامها إعجاب وتقدير العالم أجمع بمؤسساته ومنظماته، لتضع مواطنيها ضمن أهدافها ذات الأهمية الأولى، وهي ترعى ذلك بأنها سائرة في تحقيق مستويات معيشية تخص المواطن، وتوجيهات جلالته -أعزه الله- مستمرة في إدامة هذا الجانب، واستمراره على النحو الذي يحقق المأمول وكافة التطلعات.

العام الماضي، وفي كل الأعوام التي مضت، كان المواطن شريكا فاعلا مع الحكومة، وهو كذلك دائمًا منذ انبلاج فجر النهضة المباركة، إذ إنهم عاهدوا جلالته -أعزه الله- على المُضي قُدما في أن يكونوا سندا وعونا له، مُستذكرين قوله -يحفظه الله ويرعاه- "وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب".

فالمواطن -أيا كان موقعه- هو معول بناء وليس أداة هدم، وفي وقت تتغيَّر فيه اقتصاديات الدول وميزانياتها ومدخولها، نأمل أن لا يصيبنا ضررٌ أو نَصَب من هذه التغيرات التي تحدث بين فترة وأخرى. فميزانية الأسر التي كانت تعتمدها منذ سنوات في ظل ثبات الدخل الشهري، باتت الآن متغيرة إلى حد كبير، وأصبحت تواجه صعوبات مختلفة؛ فرفع الدعم عن بعض السلع والمشتقات دون إضافة جديد على مستوى المعيشة عامة -التي تمس المواطن البسيط- أمر عسير وذو جوانب مكلفة ومتعبة على الفقراء الذين يعتمدون منذ سنوات طويلة على راتب بسيط وضعيف تتناوشه الكثير من الاستقطاعات، وتأخذ منه عدد من الجهات والمؤسسات النصيب الأوفر.

إنَّ ثقة المواطن العُماني بجلالته -يحفظه الله- وأعضاء الحكومة الرشيدة كبيرة، ولا يمكن أن تتهاوى أو تضعف لطالما بيننا قابوس السلام والعز والفخر، الرجل العظيم الشهم، فيارب أطل في عمر مولانا جلالة السلطان، ووفق حكومته لأن تكون عند مستوى طموحه وتطلعاته، ولا شك أنهم أيضًا الحكومة أهلا لثقة جلالته - باركه الله.

وما تقوم به بلادنا من جهود ومساعٍ مختلفة لجعل العالم واحة أمن ومنطقة سلام، لهو ما يدعو للفخر والاعتزاز؛ فالأمن والاستقرار الذي نعيشه يستوجب الشكر والمحافظة عليه، وفي هذا الإطار فإنَّ هنالك مسؤولية كبيرة تقع على الفاهمين والعقلاء من أبناء هذا الوطن أيًّا كان مشربهم واتجاهاتهم؛ فليس كل من نال درجة علمية رُزق الحكمة والتواضع والقناعة والفهم الذي يجعله عقلانيًّا ناظرا لما تحقق وإلى ما حوله بعين الرضا والقناعة.

وختامًا.. أدعو الله أن يُطيل في عمر جلالته، وأن يشفيه شفاء لا يغادر سقما، وأن يجعل عامنا الميلادي هذا عام يُمن وخير وبركة علينا وعلى عُماننا الحبيبة، وأن نعيش في بلدنا كما كنا مُعزَّزين مُكرمين لا ينغِّص عيشنا ارتفاع سلعة أو فاتورة، أو تغير قيمة نعمة أنعم الله بها على أرضنا، أو عدم وجود دخل نعيش به ولا نعيش له.. والله يحفظ المسيرة.

تعليق عبر الفيس بوك