خطيئة الصلصال

محمد عويس | الأردن

 

ثلاثون عاماً
قد مضت وأنا أتحرى
كيف تمكُّث
بين الماء والطين
تغدو ويغدو الكون
على أثرِك
و لا أحد
يجثو خلفك داعياً
أن تمنحه
وصايا الله

أُعاني من دهشتي بك
ومن شدة التصاقك بي
أشعر بالآسى
وفي كل ليلة
أستسقيك بركعتين لله

أستيقظ كأي نافذة
غلبها النعاس طويلاً
تبحث في الصباح
عن نور يشقُّ
خاصرة الغيم
وكلما خانتها هجرة الطيور
راودتها نفسها
بالبكاء

أرتدي وجهي القديم
وامضي كعادتي الى العدم
لا أعرف إلى أين يأخذني الطريق
لا إشارات واضحة
تدل على معالم الهزيمة
لا عويلٌ يضاهي جنازة الدمع
لا سِرب طيور تأكل من رأسي
لا موت هنا لأُطالعه

أتقاسم معك هذا الفراغ
ويغويك الظن بالبقاء
ويُعريكَ الموت
حين يُعيدك إلى سيرتك الاولى
وانا مثلك تماماً
قد أغدو هشيماً تذروه الرياح
مثلك تماماً
بين الحين والآخر
أحاول أن أتوارى خلف ناصية السؤال؟

يا دهشة الرؤى
يا خطيئة الصلصال
يا أيها الظل
المُسجىَ في الورى
هل أستحق
كل هذا العناء؟!

تعليق عبر الفيس بوك