مركز السلطان قابوس العالي ينظم ملتقى ثقافيا للاحتفاء بالمخطوطة

خبراء: "معدن الأسرار في علم البحار" تؤكد أهمية العناية بالموروث الحضاري البحري العماني

...
...
...

 

مسقط – العمانية

نظّم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم أمس بمقر المركز ملتقى ثقافيا للاحتفاء بمخطوطة "معدن الأسرار في علم البحار" لناصر بن علي بن ناصر بن مسعود الخضوري، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.

وناقش الملتقى 5 أوراق عمل علمية بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين والمختصين في التراث العماني تبرز شخصية الخضوري، وتكشف الكثير من المعلومات عن مخطوطته التي تعد أول تراث وثائقي تنجح السلطنة ممثلة في وزارة التراث والثقافة في تسجيله في سجل ذاكرة العالم في منظمة اليونسكو وذلك عام 2017، وتعد إرثا حضاريًا كبيرًا خلّفه في الموروث الحضاري البحري العماني. حضر الندوة محمد بن سليّم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم وحمود بن علي العيسري مساعد الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وعدد من المسؤولين في وزارة التراث والثقافة، ومركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، وعدد من المختصين والمهتمين بالتراث العماني.

وألقى الدكتور راشد بن ناصر النوفلي مدير إدارة الشؤون الثقافية بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم كلمة اللجنة المنظمة تحدّث فيها عن التاريخ البحري العماني العريق وما تركه للبشرية من كنوز، كما ألقى عبدالله بن راشد الخضوري حفيد المحتفى بمخطوطته كلمة قال فيها "إننا كأحفاد النوخذة لا نتفاخر بتسجيل مخطوته "معدن الأسرار في علم البحار" في سجل ذاكرة العالم فحسب، بل إننا بجانب عظم هذا الإنجاز على الصعيد الوطني والدولي نفاخر أيضًا، وقبل ذلك بشخصيّة النوخذة ناصر وإصراره على تدوين خبرته كلها وعلمه في مخطوطاته المختلفة الموجودة معنا حاليا في السلطنة أو تلك التي موجودة في اليمن". وأضاف أنّ المخطوطة المحتفى بها "أصبحت إرثا عالميا شاهدًا على عظمة الربابنة العمانيين وعلمهم ومهاراتهم الملاحية، عرفوا أسرار البحار والطقس والمناخ وحساب النجوم والأفلاك، وأنشأوا مراكبهم الخاصة وأبدعوا في صنعها وطوعوا الآلات البحرية والأدوات واخترعوا البعض منها وبذلك أصبحوا بكل فخر أسياد البحار".

وألقى الباحث الشيخ حمود بن حمد الغيلاني الورقة الرئيسية في الملتقى متحدثا عن إنجازات العمانيين في علم البحار، وجهودهم في التدوين وتطوير واختراع أدوات الملاحة، مشيرا إلى أنّ مخطوطة الخضوري واحدة من ذلك الجهد البارز الذي قدمه العمانيون للعالم بخبرتهم وريادتهم وتمكنهم في بحر كانوا أسياده وربابنته.

وأكّد سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في تصريح له أنّ هذه الندوة تستهدف تسليط الضوء على دور العلماء العمانيين وإسهاماتهم في مختلف العلوم ومن بينها علم البحار، مشيرا إلى أهمية إبراز هذه المخطوطة في خاصة في المؤتمرات العالمية، من أجل تعريف العالم بالإسهام العماني في كافة مجالات الحياة. وأوضح سعادته أنّ هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية. وأيضًا مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وغيرها من الجهات تعمل على إبراز الجوانب الحضارية والتاريخية والعلمية للعلماء العمانيين في كافة المجالات والعلوم.

وتعد مخطوطة (معدن الأسرار في علم البحار) لناصر بن علي بن ناصر بن مسعود الخضوري (1870 – 1962) من أهم المخطوطات العالمية في علم البحار ومن أهم المرشدات البحرية والتي تم اعتمادها في نوفمبر من العام الماضي في برنامج "سجل ذاكرة العالم" لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".

تعليق عبر الفيس بوك