رسائل في الهواء


مفيد خنسة | سوريا
رئيس تحرير صحيفة الثورة السابق
                        1-
قبل أن يستقر السرير، سحبت ستارة نافذتها المطلة على المدى، وتركت حبقها على الشرفة، وكتبت بيد مرتجفة وقلب مطمئن، أنا بانتظارك .. لا أريد أن تتأخر.
                       2-
كانت المحطة مزحمة إلى درجة الامتلاء كقلبها الراعش بالأمل، كيف سيعرفها؟ لا بل كيف تستطيع أن تشير إليه ، قررت أن تبقى إلى أن يخف الازدحام المخيف، كانت الوفود كالأمواج  وهي الواقفة تمد يدها نحو السماء قبل أن توقظها طيور النهار من حلم عرفت كيف تصوغه بشغف.
                        3-
يحلو له أن يقف على الحافة، وهي تريده أن يوثق جدائل الغيم، تقبل أن يتقدم قال لها:
أراك عند المنعطف حيث الضباب الذي يخفي النيران المؤجلة.
                        4 -
يستظل الحرف بالحركات، ويكتفي الرمز بالسكون، وعلى العتبة الضيقة يتدلى الكلام على هيئة الأغصان، وتبقى يدها حائرة حين تستقر بقلمها على حرفه الأخير.
                       5 -
قال لها: أحب الوردة
وأنا أحب النسيم:  قالت العطور
                        6 -
لي فيك يا كرمة الوادي أناشيد
لها مع النهر تلحين وترديد
هناك حيث غصون الماء كان لنا
بوح وكتمان آهات وتمهيد
هناك كنت أناديها فتعرفني
أغصانها والدوالي والعناقيد
والآن أعبر ملهوفا فلا وتر
يحنو ولا طائر يشدو ولا عيد
وحدي سأبقى على عهد الوفاء لها
تفنى الكروم ولا تفنى المواعيد
                       7-
سلامي
لأهل عمان
سلامي لأشجارها
يدوم عليها الأمان
وتهنا بأنوارها.

 

تعليق عبر الفيس بوك