حُـبٌّ بحَجـمِ الحَـرب


أيمن منصور الجملي | ناقد وشاعر مصري

نَفَذَتْ حُروبكِ دون أَيّ هزيمةْ
وَببيتِ نصركِ في القصيد مُقيمَةْ
//
وَأَنَا هُنَا دُونَ الجُنُودِ وَمَا مَعيْ
إلَّا جراحًا في الضّلوعِ أليمَةْ
//
فَلَرُبَّمَا بَدَأَتْ نهايةُ قصَّتيْ
وَمَفَاخريْ أضحتْ هُنَاكَ قَديمَةْ
//
إنّي نَذَرتُ المَوتَ بعدَ هَزيمَتي
فالعيشُ دُونَكِ ــ يا غدير ــ جَريمَةْ
//
ذبحٌ وحرقٌ والحياةُ كَأَنَّها
صَارَتْ بحَربكِ كُلّها مَلغُومَةْ
//
واليَأسُ يَحرثُ أَرضَ شِعريَ بَعدَمَا
نَامَتْ حُروفيَ في القَصيدِ يَتيمةْ
//
طَافَتْ بقَبرِ الحُبّ سَبعُ سَنَابلٍ
لتَقُومَ سبعٌ مثل عينِ البومةْ
//
للحَربِ بطنٌ ليسَ تشبعُ دونَما
تَجد المدافِعُ أهلَها مَفْحومَةْ
//
الحُبُّ أوَّلُ من قَتَلتُ لأَجلها
وَدَفَنتهُ في أَرضِها المَعصومَةْ
//
وشمٌ صغيرٌ قيلَ عَنهُ بِظهرهَا
ذَبحَتْ له الهَيجَاءُ ألفَ عَزيمةْ
//
للمَوتِ ألف براءةٍ من قَتلنَا
نَحنُ الطَّعامُ ، ونحنُ نحن سمومه
//
سَئِمَ التُّرابُ من الدماءِ ولَم يَعد
يَرضَی بنَصرٍ أو بمَحضِ هَزيمةْ
//
كُلٌّ يَقولُ : أَنَا الشهيدُ ويَا تُری !
من سوفَ يَقربُ في الجنانِ وَليمَةْ ؟

 

تعليق عبر الفيس بوك